شكلت مناسبة ذكري تأسيس وقيام الاتحاد الافريقي اليوم 25 مايو فرصة سانحة لاعادة النظر في قراءة كل مسوقات العوائق والآمال من خلال هذه العجالة .
حيث لا شك ان معظم الأزمات التي تعاني منها افريقيا اليوم ترتبط بميراث الفترة الإستعمارية
وغياب القيادة الصالحة بالإضافة الي سوء إدارة الدولة وتراكم الفساد وهشاشة المنظومة الصحية و فشل نظام التعليم وارتفاع المديونية والاحتراب الطائفي و الاثني ….الخ
مما ساهم في عدم تحقيق غايات التنمية المنشودة .
أن السياسات الخاطئة والظالمة للحكومات الغربية اتجاه حكومات وشعوب القارة الأفريقية المبنية علي منطق دول مانحة واخري مستفيدة في ظل صراع المصالح المحتدم بين القوي الإقتصادية العالمية في القارة ،هي التي زادت من تفاقم و تفشي الفساد وتردي الأوضاع.
وفتح الباب امام الاهتمام المتزايد بالقارة الأفريقية لكل من الصين وروسيا وعودة النفوذ الجيوسياسي العالمي .
تعتبر افريقيا محط طموحات يمكن ان تختار شركائها بنفسها طبقا لما يلائم مصالحها و توجهاتها في ظل مجموعة من المتغيرات يجب ان تشكل قطيعة تامة مع ممارسات الماضي وسياساته المؤلمة.
فحكومات وشعوب القارة اليوم تتطلع اكثر من اي وقت مضي الي شراكة واسعة مع مختلف القوي الاقتصادية العالمية قائمة علي الثقة المتبادلة و الفهم الواضح للمصالح المشتركة عبر رؤي واسترتيجية شاملة للإستثمار ستؤسس لعلاقة اقتصادية قوية واستقرار دائم من خلال المحاور والآليات التالية : ‐
1 – سعي القوي الاقتصادية العالمية الجاد الي دعم وايجاد الحلول الناجعة للنزاعات والحروب
الاهلية الافريقية كخطوة اولي نحو الاستقرار.
2 ‐ العمل علي صناعة واشاعة ثقافة السلام و التسامح في إفريقيا.
3 – ضرورة تمسك دول القوي الاقتصادية العالمية باحترام المبادئ الديمقراطية والحكم الرشيد
ودولة القانون وحماية حقوق الإنسان والابتعاد عن سياسة الكيل بمكيالين .
4 – الغاء المديونية و اطلاق حزمة استثمارات دولية أفريقية طموحة تعمل علي تحسين وتقوية اقتصاد بلدان القارة .
5 – توجيه الدعم ليلامس عمق المجتمع من خلال الدعم المباشر لتنمية محلية لها القابلية في خلق فرص عمل في الاوساط الهشة و امتصاص اكبر كم من البطالة كعامل استقرار سيحد من عمليات الهجرة غير شرعية وعدم تقوية و دعم الجريمة المنظمة بالعنصر البشري .
6 – عدم قبول منطقة الاتحاد الأوروبي ومناطق العالم ملاذ آمن من التهرب الضريبي وغسيل الاموال وتهريب اموال الشعوب الأفريقية المسروقة باعتبار ان القوي الاقتصادية العالمية شريك وفاعل اقتصادي داخل القارة السمراء .
7 – التخلي تماما عن استباحة الاراضي الأفريقية بحجة الحرب علي الإرهاب والتطرف عبر انتشار قوات امن خاصة وكبيرة ،فحكومات المنطقة لها سياساتها الامنية و آلياتها الرادعة
في هذا المجال فأهل مكة ادري بشعابها.
8 – يجب ان يقتصر العمل في هذا الشأن علي تقديم الدعم اللوجستي المباشر والتكوين العسكري المستمر لابناء القارة وتبادل المعلومات الاستخباراتية سبيلا في كسب الخبرة وضبط الأمور.
9 – تمكين القوة المشتركة لدول الساحل الخمس من القيام بالدور المناسب و المنوط بها كتكملة اساسية لجهود بناء السلام وإضفاء الشرعية الدولية علي كل تحركاتها اقليميا و تقديم كل الدعم العسكري و اللوجستي لها ورصد كل التمويلات الضرورية للقيام بمهامها في ظل تحديات امنية خطيرة قائمة داخل المحيط الإقليمي لدول الساحل كالتطرف والإرهاب والجريمة المنظمة ….الخ
دون ان ننسي او نتناسي الإشادة بالدور الريادي لموريتانيا في قوة الساحل الصاعدة علي المستوين السياسي و العسكري عبر العمل الدؤوب و السعي الي تقارب وجهات النظر و الطرح بين قادة دول الساحل حول ضرورة ارساء وتبني سياسة امنية مشتركة قوية علي غرار المقاربة الأمنية الموريتانية و ما شهدته من استقرار أمني وسياسي .
مدعوما بتعزيز المنظومة العسكرية وجاهزيتها للتدخل في اي وقت وتحت اي ظرف .
في ظل ضبط محكم للحدود ومنافذ العبور عبر انشاء مناطق عسكرية معزولة متاخمة لطول حدود الصحراء الكبري الممر الرئيسي لتهديدات الإرهاب و الجريمة المنظمة مما ساهم ايجابا
في الحد من وتيرة و مخاطر التهديدات الامنية وانعكاساتها علي البلد .
إن القارة الافريقية اليوم امام تحاديات جسام : –
تداعيات الخروج من تبعات جائحة كورونا المتحورة التي شلت اقتصاديات العالم كما شلت حركته والدخول في متاهات وارهاصات الحرب الروسية الاوكرانية وما ستسببه من ازمات لاحقة في مجال الطاقة النقل والتغذية …..الخ ستكون لها كل التأثيرات المباشرة علي الإقتصاد الأفريقي المشلول والمعدوم في الأصل.
بالاضافة الي التهديدات الامنية القائمة في المنطقة كالتطرف و الإرهاب و النزاعات والحروب الاهلية والجريمة المنظمة العابرة للقارات
هذه امور من بين أخري ستجعل من المواطن الافريقي البسيط يحتار من امره في هكذا ظروف غير مستقرة ولا آمنة بين الانصياع الي الانخراط في دوامة العنف والعنف المضاد او الاستكانة لظروف معيشية ضنكة وصعبة او التفكير مليا في موسم الهجرة خارج الديار سعيا وبحثا عن حياة كريمة و غد أفضل .
حفظ الله إفريقيا من كل سوء و فتن .
اباي ولد اداعة .