شهدت الساحة الوطنية هذه الأيام تعاطيا واسعا غير مسبوق ولا مألوف في الاوساط الاجتماعية لسجال سياسي مبني علي مسوقات خطاب كراهية ذات بعد عنصري عبر صوتيات فوكالات لاتخدم مصلحة الشعب و لا تماسك وحدته بالتوازي مع اكتمال الانطلاقة الفعلية للايام التشاورية حول القضايا الوطنية الراهنة بمشاركة كبيرة للنظام القائم ومختلف تشكلات الطيف السياسي و الحزبي و الحقوقي و المجتمع المدني والفاعلين الاجتماعيين والمواطن البسيط …
بغية الخروج في ظروف اعتيادية دون ايما احتقان او اضطرابات سياسية برؤية توافقية تؤسس لارساء دولة مؤسسات وقانون في ظل عدالة اجتماعية .
ايمانا بان موريتانيا حاضنة لجميع ابنائها قوية بتنوعها العرقي وبتنوع ثرواتها الكل يجد نفسه فيها .
اعتاد مؤخرا بعض دعاة الانفصال واثارة النعرات و نشر الكراهية والتطرف التشويش علي هكذا مناسبات وطنية
خدمة لاجندات خارجية ومشروع نظام ذات بعد طائفي وكأنهم ليسوا معنيين بالتشاور في امور الوطن وبالتالي فهم يغردون خارج السرب .
مما جعل بعض الكتاب المتعصبين يشكك دون اي وجه حق في وطنية وهوية احدي التركيبات الاجتماعية مما اثار ردة فعل وطنية عارمة مستاءة من هكذا موقف.
في حين يبدو ان ركوب الأمواج والتشدق بالدفاع عن حقوق المستضعفين امر اريد باطل في ظل حديث البعض عن استعداده التام لخوض الاستحقاقات الرئاسية القادمة وكسب رهان الوصول الي سدة الحكم مسبقا دون التفكير مليا بضرورة العودة الي كسب ود خيارات الشعب الموريتاني.
امور لاتخدم العمل السياسي ولا الحقوقي لمن يرى نفسه اهلا لذلك .لأن: ( اصله ما تصل الين يدخل وقتها .)
فلكل مقام مقال.
إن جو التسامح الحاصل وهامش حرية التعبير الواسع علي منصات التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الالكترونية جعل منها بئة حاضنة لخطاب الكراهية والعنف والعنف المضاد و منبر تضليل ومغالطة للرأي العام .
حيث ان حرية الاشخاص تنتهي حينما تبدأ حرية الاخرين
بمعني اخر نقطة التماس بين الحرية المقننة و الحرية المطلقة فالحرية المطلقة مفسدة مطلقة كما يقال .
يجب الابتعاد تماما عن الترويج لكل مسوقات خطاب الكراهية واثارة النعرات التي لا تخدم التعايش السلمي .
وتصدي الأجهزة الأمنية الصارم لمروجي الفتن و تجريم اصحابها قانونيا .
فالفتنة نائمة لعن الله من ايقظها .
بالمقابل يظل النهج الديمقراطي الوسيلة الوحيدة المتاحة وطنيا من اجل ترسيخ الممارسة الديمقراطية عبر القواعد والاليات المعهودة في ظل الدولة المركزية انطلاقا من ثلاث مسلمات : ‐
دين واحد وطن واحد و مصير واحد ….
جسدت علي مر العصور تعايشا سلميا مشتركا بين مختلف مكونات الشعب الموريتاني كرست روح الوحدة الوطنية .
في انتظار مخرجات حوار واعدة ستعزز من لحمة وتماسك وحدة المجتمع و النهوض به نحو غد افضل لتشكل حصن حصين امام اي تطرف طارئ .
في خضم هذه الزوبعة العابرة ينبغي التحلي والتقيد بالقيم والمبادئ الأخلاقية لمجتمعنا المستوحاة من الدين الاسلامي
كعامل وحدة و حرص الجميع علي استقرار وتنمية البلد وتحكيم العقل وتقليب المصلحة العامة علي الخاصة .
حفاظا علي الثوابت الوطنية والمكتسبات الديمقراطية وحقوق الانسان تفاديا لكل مسوقات الإساءة وخطاب الكراهية واثارة الفتن و النعرات التي تزيد الوطن تشرذما لا قدر الله .
فالي متي سيظل دعاة الفتن و النعرات همهم الوحيد هو تفكيك المجتمعات وتخريب الدول ؟
لكن هيهات !
حفظ الله موريتانيا من كل سوء ومكروه .
اباي ولد اداعة .