يعتبر الحريق الذي تعرض له باص نقل تابع لشركة النقل العمومي STP ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير،فهناك حوادث مشابهة تعرض لها اسطول الشركة المتكون من عشرات الباصات المنتهية الصلاحية ،كما يشتكي طلاب الجامعة من تعطل تلك الباصات بشكل شبه متواصل اثناء نقلهم لهم من والى الجامعة ،وتحل الكارثة ببعضهم عندما يتصادف ذلك اثناء التوجه الى الجامعة في فترة الامتحانات حيث يتعرض للسقوط في الامتحان بسبب الغياب..
لكن مشاكل هذه الشركة لاتعد ولاتحصى فهي احدى مؤسسات الدولة الغارقة في الفساد والمحصنة أمام التفتيش لسبب بات معروفا لدى الجميع ،وهو ما منح مديرتها فرصة التصرف في الشركة وكأنها ملك شخصي..فقد ثبت أن طاقم الشركة غير مؤهل بما فيه الكفاية،وربما يخدم ذلك ادارة كهذه ترغب تحذوها الرغبة في ترسيخ ديكتاتورية الفساد والفوضى بعيدا عن الاستغلال الامثل والاصلاح المنشود.
فقبل فترة غرقت مستودعات الشركة بجثث الباصات المتهالكة وقامت ببيعها للتجار الخردة بطريقة بدائية تشم فيها رائحة الفساد ،فظن الجميع أن الادارة استوعبت الدرس ،لكن شيئا من ذلك لم يكن ..
فكيف تسمح الدولة لهذه الشركة باقتناء مركبات انتهت صلاحيتها الفنية في اروبا، ولم تعد صالحة للاستعمال.. أم أننا ننتظر حتى تحل الكارثة ليبدأ التحرك ..؟لقد كان بامكان الباص الذي تعرض للنار امس أن يشتعل بمن فيه من الطلاب لولا الارادة الالهية ،لكن هذه الانذارات المتتالية تظل موضع اهمال وتغاضي من طرف ادارة الشركة التي لاتزال تواصل ممارسة هوايتها المفضلة في جلب الخردة بواسطة عملاء محددين ،ومع ذلك يتم هدر المال العام دون رقيب أو حسيب ..فمتى تنتبه السلطات العليا لما يجري في STP؟
المراقب