نظّم بيت الشّعر-نواكشوط مساء اليوم الخميس 23من يناير 2025 بقاعة الأنشطة أمسيّة شعريّة من مساءات فسحة التّراتيل الّتي تعوّد بيت الشّعر تنظيمها بهدف خلق مجال جماليّ للتّعبير ومدّ جسور التّواصل بين المثقّفين والشّعراء حتّى يظلّ الجمهور وفيّا للإمتاع ومواكبا للإبداع.
وافتتحت الأمسية مع محمد ناجي بدر الدّين، وهو شاعر مهتمّ بالآداب العربيّة التراثيّة، له مؤلّفات في مجال السّيرة النبويّة، وعمل شعريّ مجموع تتنوع أغراضه ومواضيعه.
وقد ألقى عدّة نصوص مختلفة الأغراض، من ضمنها نصّه الغزليّ المعنون "دعاني الهوى" الذي جاء فيه:
أهاج الهوى رسمٌ لأسما بلاقعُ
فقلت له: لبّيك إنّي طائع
دعاني هواه والفؤاد محرّق
حزين، ودمع العين ينهل هامع
دعاني الهوى لمّا تيقّنت أنّني
لكلّ عذولٍ ناصح أنا سامِعُ
وهل راجعٌ دهر الصبابة والهوى؟
فإنّي على ذاك الزّمان أراجِعُ
وريانة الرّدف التي طاب عرفها
وطابت لها في المكرمات الصّنائع
سجيّتها المعروف والبرّ والتقى
كذا المجد والعليا ومعْه التّواضُع
فيما صعد المنصّة ثانيا محمّد يحظيه المصطفى عبد السلام، وهو شاعر من مواليد مدينة كيفة سنة 2000، حاصل على شهادة الباكالوريس في الآداب الأصليّة ثمّ اللّيصانص في الاقتصاد الإسلاميّ من المعهد العالي للدّارسات والبحوث الإسلاميّة، مهتمّ بالقضايا الإنسانيّة، وناشط في المجال الثّقافيّ، وقد ألقى عدّة قصائد من ضمنها نصه الموسوم " أغني للقرى وأكتب سيرتي" الّذي يقول:
أنتمي للقرى أحبُّ السهولا
وأحب الفضاء بيتا
أصيلا
والصفاءَ الذي على النهر
واسمي في شفاهِ النساء
يزخرُ طولا
وأنا ابنُ المزارعاتِ
أربّي في خيالي لأجلهنَّ
الهطولا
أعرف الغيمَ هل سيمطرُ أم لا؟
أعرف الشمسَ كيف تغشى
الحقولا
وأنا راعٍ أتبعُ العشبَ.. أمشي
بقطيعي وأكشفُ
المجهولا
يومها كنتُ ذائبا عند أنثى
أنشد الشعر وجهها
المعسولا
وأقول الّذي يمثل نفسي
وأغنّي للكائنات
الفصولا
وقد انتهت التّراتيل بإلقاء شعريّ مميّز للشّاعر باي دوكوري من جمهوريّة مالي، فيما تمّ الإعلان عن النّسخة العاشرة من مهرجان نواكشوط للشّعر العربيّ المزمع تنظيمها أيام 10/11/12 من شهر فبراير القادم 2025، ثمّ الإعلان عن مجموعة من الدواوين الشعريّة الجديدة الصادرة عن دائرة الثّقافة بالشّارقة لشعراء موريتانيين شبتب، واختتمت المسائيّة بالتقاط صورة تذكاريّة جماعيّة مع ضيوف التّراتيل، وبعض من الطّيف الثقافيّ لبيت الشّعر وسط حضور متنوّع من محبّي الأدب وعشّاق الشّعر واللّغة وجمهور بيت الشّعر.