انطلقت مساء اليوم الاثنين 02دجمبر 2024 بقاعة الأنشطة ببيت الشعر-نواكشوط أعمال الدّورة التّكوينيّة السّنويّة المنظّمة من طرف بيت الشّعر تحت عنوان "الكتابة الشّعريّة: الموسيقى والإلقاء والنّشر" ، والّتي تتواصل فعّاليّاتها لمدّة أربعة أيّام متتالية، وقد أدار الجلسة الافتتاحيّة الدّكتور عبد الله السيّد.
في كلمة الافتتاح، عرض البروفيسور عبد الله السيد أهداف الدورة التي تتنزل في إطار فتح المشاركة أمام الطاقات الشبابية الراغبة في تنمية أدواتها المتعلقة بالكتابة الشعرية وإخراج النص الشعري في أداء مهاري، كما رحب بالضيفين د. محمد منصف الوهايبي ود. زهور كرام، الذين يفتتحان أنشطة الدورة التكوينية.
وقد ألقى المحاضرة الأولى محمّد منصف الوهايبي وهو شاعر وأكاديمي تونسيّ حاصل على شهادة دكتوراه الدّولة.
حاصل على عدّة جوائز من أبرزها: جائزة الشيخ زايد للآداب، وجائزة الشيخ زايد للكتاب، وجائزة الكومار الذهبي. نشر أكثر من عشرين مؤلفا متنوّعا، يعمل حاليا أستاذا محاضرا بكليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة بسوسة. وهو عضو في المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون - بيت الحكمة.
وقد تحدّث في كلمته عن ثنائيّة اللغة والشعر، معتبرا أنّ الفصحى نشأت في جوّ شعريّ خالص، مركزا على "أنّ الشّعر هو الحاضن الفعليّ للغة العربيّة"، رابطا فكرة الموسيقى ربطا معرفيّا بما أنتجته الفلسفات الموازية للفكر العربيّ مستشهدا بقولة بيلغينيست : << إنّ الإيقاع تأتّى للإنسان من البحر، واستوحى الموسيقى من الطّبيعة>>، وطرح أسئلة تتعلق بوجود ما يشي بحدسيّة التّرابط بين نقّاد العرب وغيرهم، إذ يرى أنّ تسمية المجالات الموسيقيّة للشعر العربيّ بالبحور، واصطلاح "ماء الشّعر" لم يكن نابعا من فراغ، ولعلّ هذا التناصّ عائد إلى فرضيّة بناء الإنسان للغة ونظمها بواسطة التّأمّل الطبيعيّ، بحسب تعليله.
فيما حاضرت ثانيا الدّكتورة زهّور كرام وهي روائيةّ وناقدة مغربيّة، أستاذة التعليم العالي بجامعة ابن طفيل في مدينة القنيطرة ،رئيسة مشاريع علمية ووحدات بحث دكتوراه، ورئيسة مختبر اللغة والإبداع والوسائط الجديدة، حائزة على "دكتوراه الدّولة في تحليل الخطاب الرّوائي" وهي عضو سابق في لجان تحكيم منها: "جائزة العويس" و"جائزة الكتاب لوزارة الثّقافة المغربيّة"، من أبرز أعمالها: مولد الروح 2008، خطاب ربات الخدور "مقاربة في القول النسائي العربي والمغربي" 2009، الأدب الرقمي "أسئلة ثقافية وتأملات مفاهيمية" 2009...
وقد تطرّقت في كلمتها إلى أشكال الكتابة الشعريّة وإشكالاتها من جدليّة التّصنيف إلى روح الدّهشة والإبداع معتبرة أنّ آخر تحدّ يظهر اليوم هو تحدّ إبداعيّ يطرح إشكال مزاحمة التّكنولوجيا للمجال اللّغويّ والاستحواذ على الآليات التّعبيريّة واستنساخها وفق خوارزميات معدّة مسبقا للعمليّة، وهذا يجعل عمل الكتابة مستقبلا عملا آليّا قد يلغي روح العاطفة من الغاية الشّعريّة في عمليّة الكتابة.
وقد شهدت النّدوة مداخلات وإثارات تضمّنت جميعها إشكاليّة الكتابة ومفهوم الموسيقى والإلقاء من مدرسة لأخرى من طرف عدد من الدّكاترة والأكادميّين والشعراء.
واختتمت النّدوة بصورة جماعيّة تذكاريّة للضّيوف رفقة مدير بيت الشّعر البروفوسير عبد الله السيّد وعدد من الأكادميّين، واستراحة قهوة وشاي تخلّلتها حوارات شبابيّة حول النّدوة.