أقيمت اليوم بنواكشوط ندوة نقاشية حول الإصدار الأول من سلسلة كتب "الإصلاح في موريتانيا"، وذلك بحضور كوكبة من الوزراء والسياسين والدكاترة والمفكرين والباحثين والمهتمين بالإنتاج الأدبي.
الندوة تناولت في محورها الأول عرضًا تعريفًيا عن السلسلة والكتاب، فيما كان المحور الثاني مخصصًا للبحث والتأطير عن طريق نخبة من المفكرين، أسهموا في نقاش المؤَلف وإثراءه، وذلك قبل أن يفتح باب النقاش أمام الحضور.
الأستاذ محمد الأمين الفاظل شكر خلال كلمته الحضور على تلبيتهم للدعوة، منوهًا إلى أن المتابع للشأن العام خلال السنوات الأخيرة لا بد وأن يستبشر بظهور العديد من المذكرات والسير الشخصية، التي حاول أصحابها وخاصة من جيل التأسيس والجيل الموالي أن يقدموا تجاربهم الإدارية أو الديبلوماسية أو السياسية في كتب، ليستفيد منها من يديرون أو يشاركون في إدارة شؤون البلد حاليًا أو الذين قد يشاركون في إدارة شؤونه مستقبلا.
مضيفًا أن أهمية نشر مثل هذه الكتب تتركز على نقل الخبرات والتجارب من جيل إلى جيل، مبديًا ملاحظته حول خلو المكتبة الموريتانية من كتب تحاول تشخيص الواقع من مختلف جوانبه السياسية والاجتماعية والتنموية، وتقدم حلولًا ومقترحات لتجاوز هذا الواقع العصي على التغيير، حسب تعبيره.
وقد خلص ولد الفاظل في كلمته إلى أنه ونظرًا لغياب النقد الذاتي على كل المستويات ولدى كل التشكيلات السياسية، ولخلو المكتبة الموريتانية من أي كتب تحاول قدر الإمكان أن تشخص الواقع بكل تعقيداته وتقدم حلولا عملية بعيدًا عن التجاذبات السياسية الحالية، جاء مشروع سلسلة كتب الإصلاح في موريتانيا، لا لتقديم حلول إصلاحية كما جاء في مقدمة الكتاب الأول، بقدر ما جاء ليستفز من هم أولى بالكتابة عن الإصلاح والتنظير له في موريتانيا، ليكتبوا في هذا المجال، وليقدموا الأسس النظرية والإصلاح في البلد، على حد وصفه.