نحن.. و ختام الدورة البرلمانية / النائب موسى ولد أبوه سيد اعمر

أحد, 01/08/2021 - 15:12

نحن.. و ختام الدورة البرلمانية
 العادية الثانية  2020-2021م التي اختتمت الخميس الماضي .
و بهذه المناسبة أهنئ رئيس الجمعية الوطنية ، النائب الشيخ أحمد ولد بايه، على التسيير المحكم لأعمالها، وما هيأه من إصلاحات وتكوين للنواب كان له الأثر العميق في تحسين الأداء والتعاطي مع الحكومة. 
الدورة كانت حافلة بالأخذ والعطاء. حيث تم إقرار جملة من النصوص تعالج مناحي مختلفة من حياة المواطنين وتضيف لبنات جديدة في صرح تنمية الوطن وتسد ثغرات عديدة في منظومتنا القانونية..كما نشطت حركة النواب بطرح أكبر عدد عرفته الجمعية من أسئلة شفوية تمت مناقشتها مع أعضاء في الحكومة، فانتعش الحوار المستمر بين الجهازين، التنفيذي والتشريعي، مما أعطى في الآن نفسه مؤشرا لافتا للنظر على الدور الرقابي الذي على النواب أن يحفلوا به ويتمسكوا به حفاظا على ديمقراطيتنا و تعميقا لها. 
و لا شك أن مناخ الحرية الذي تنعم به بلادنا هو من أعظم المكتسبات التي علينا صيانتها وترشيدها والنأي بها عن كل السلبيات والاستخدامات المنحرفة التي تمس ثوابتنا او تؤثر على لحمتنا واستقرارنا او تنال من هيبة الدولة ورموزها..
يأتي اختتام هذه الدورة في ظل تهديد جائحة الكوفيد 19 والذي بدا للأسف يتزايد خطورة ، و تثقل كلفته الاقتصادية والاجتماعية كما هو حاصل في سائر دول العالم. لمواجهة هذا الوباء المهدد للحياة علينا أن نتسلح بالاحترازات الاجتماعية و الوعي المستمر ليحل محل الخوف والخطر الداهم، ولا بد من مبادرات عملية تحل محل النقص في الموارد وتحويل العجز الاجتماعي الى حركة تضامن.. 
وبهذا الصدد فإني أتقدم بالشكر لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على التدابير الناجعة والبرنامج الاستعجالي الذي بادر به لمواجهة هذا الوباء.
ويدخل في نفس التدابير برنامجه: ( اولوياتي الموسع) والذي يركز على الجوانب الاجتماعية والدعم المباشر للشرائح الاجتماعية المستهدفة، في الحضر والريف..
ان برنامج اولوياتي ومكوناته، برنامج فعال وهادف ولكنه يتطلب يقظة وحضورا قويا وفاعلية وصرامة من قبل الحكومة والادارة، لتنفيذه واستكماله في الآجال المحددة؛ بيعيدا عن السياسة والتسييس.
و في هذا السياق يحضرني التنبيه الى أن مؤسسة( التآزر) التي أنشأها فخامة الرئيس الجمهورية السيد محمد بن الشيخ الغزواني لتكون الذراع الممتد والآلية المباشرة لتنفيذ تعهداته في مجالات اقتصادية واجتماعية..إن هذه المؤسسة ينقصها الكثير من الجدية واليقظة في العمل والتنفيذ والحكامة الرشيدة في ما أسند إليها و ما هي متعهدة به ضمن مسؤوليتها.. وحتى لا أبقى على مستوى التعميم العام والتلميح دون الافصاح، فإن ما يحصل في تجمع (ترمسه) التابع لمقاطعة كوبني لا يمكن السكوت عليه: هناك في هذا التجمع الكبير، وربما الأكبر من نوعه في البلاد، مازال ينقصها الكثير كحال  البلديات في مقاطعة كوبني.
و أقدمت وكالة تآزر هذه بعد كثير من التفكير والتمعن والتمحيص على بناء سد من الرمل لن تتلبث به أول العواصف حتى تتركه أثرا بعد عين.. او كعنقى مغرب ...لم أشاهد الأعمال الأخرى في أماكن أخرى من المقاطعة ولكن ما رأيته في هذا التجمع مؤسف ..و لا يليق. وهو بالأحرى فساد واضح وهدر للأموال العامة..

وكنا و لا زلنا نأمل أن تحصل لفتة كريمة الى هذا التجمع الذي يعاني سكانه المتزايدون من نقص في المياه والكهرباء، وطرق معبدة ومراكز التكوين والتأهيل والتشجيع و.... نأمل أن يشملهم برنامج بناء 1700سكن الذي تعهدت به الحكومة.. فهم بأمس الحاجة الى الاولويات
كما نأمل من وزارة التجهيز والنقل أن تسرع في تنفيذ تعهد وإلتزام رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بإقامة ميناء كوكي البري.وهو ميناء لا يختلف إثنان على أهميته الاقتصادية والاستراتجية . من هنا لا بد من حراك دوبلوماسي الإقناع دول الجوار بأهمية هذا الميناء ودعوتهم للتوجه إليه، في حالة بنائه، لاستغلاله. ولم لا تعمل الدولة على تشييد سكة حديدية الى هذا المناء؟. وتباشر بإنشاء شبكة كهربائية هناك؟ إن الواقف عند الحدود بين منطقة كوكي يشاهد الأضواء الكهربائية في الجهة الأخرى في الشقيقة مالي.. إليك أعني و اسمعي ياجرتي..
لن أطيل في سرد سردياتي ما تعاني منه المقاطعة برمتها وانا أودع دورة برلمانية صدحت وصحت وتكلمت فيها حتى بححت، لأطالب بالماء والكهرباء و سائر الخدمات في كوبني مركز المقاطعة والبلديات التابعة لها ( الأحداث الأخيرة في مدينة كوبني المأسوف عليها غير بعيدة) والسدود في بلدية الحاسي، وبلدية لغليك وبلدية مدبوكو.. والفلانية وكوكي وتمزين والقائمة طويلة..
إنني أدعم برنامج رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني .. بما فيه من نفاذ إلى عمق المشاكل التي يعاني منها الوطن وما فيه من تخطيط وما يحمل فخامة رئيس الجمهورية من إرادة للإقلاع بموريتانيا نحو التقدم والسير على طريق الدول الناجحة في التنمية و البناء..
وعلى الحكومة أن تعمل على تسريع تنفيذ برنامج السيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني..في الوقت والآجال المحددة..حتى تكون مقنعة ومستجيبة لتطلعات الشعب و مستحقة للثقة الممنوحة لها.والله يوفقنا جميعا.