.
يعتبر دور الآباء عاملا أساسيا لا غنى عنه لتفعيل العملية التربوية وتسييرها بالشكل الذي يضمن مردودية تربوية أفضل للأجيال الصاعدة.
وتشكل التربية إحدي ركائز التنمية بوصفها عاملا أساسيا من عوامل الحراك الاجتماعي وتكوين المصادر البشرية وتأهيلها لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة، ذلك أن الطفل يكتسب عبر ممارسته لحقوقه الأساسية في التربية والتعليم معارف ومهارات ومسلكيات ذات أثر بالغ في تفتق مواهبه وترسيخ القيم الثقافية والاجتماعية لديه فضلا عن تعزيزالانفتاح على العام الخارجي.
وقد بدأت رابطة اباء التلاميذ بالتعاون مع السلطات التربوية التشاور من تحقيق الأهداف الأساسية للنهوض بالمدرسة الموريتانية. ومن الوصول الى الهدف تهتم رابطة اباء التلاميذ ممثلة في ورئيسها ومكتبها التنذي وكافة فروعها بتفعيل دور الآباء بالمؤسسة التربة ليكون بالإمكان تحسين نوعية النظام التربوي (طبقا لشهادات ادارات التعليم الاساسي والثانوي). وينشط الآباء في المدارس من خلال المكاتب والرابطات والاتحادات التي تمثلهم بدءا من المستوي المحلي وحتى المستوي الوطني مرورا بالبلدية والمقاطعة والولاية.
ومن المعلوم أن رابطات آباء التلاميذ هيئات غير حكومية تهدف إلى حماية الحقوق المادية والمعنوية المشتركة لآباء التلاميذ وهي تضم بشكل شبه حصري آباء التلاميذ والأشخاص الذين يتولون المسؤولية القانونية عن تلميذ أو اكثر.
ومن أجل نجاح المهام المنوطة بهذه الرابطات، يتعين عليها أن تقيم صلة مع النظام التربوي من ابسط مستوي في الهرم (المدرسة ،إعدادية القرية ) إلى اعلى مستوى (القطاعات الوزارية المصالح المكلفة بقيادة وتسيير النظام التربوي).
لكن هل نجحت الاتحادية الوطنية لرابطات آباء التلاميذ والطلاب في أخذ الموقع الذي يليق بها في هذا المجال، وهل استطاعت أن تصبح شريكا جديرا بهذه التسمية في العملية التربويةہ
ذلك ما سنحاول استجلاءه بعد إنارة تاريخية مقتضبة حول رابطات آبا5ء التلاميذ في موريتانيا.
في اغلب البلدان يحدد السياق القانوني والتطور الاجتماعي التربوي إلى حد كبير تطور طبيعة رابطات آباء التلاميذ والنشاط الذي تقوم به، وفي موريتانيا تمكن هذه العوامل عموما من التمييز بين ثلاث مراحل أساسية في حياة الهيئات التى تمثل آباء التلاميذ.
المرحلة الأولى
تمتد طيلة الفترة الاستعمارية وخلال السنوات الأولى للاستقلال وفيها كانت رابطات آباء التلاميذ شبه معدومة ورغم ذلك كان يتم تعيين بعض الأشخاص بوصفهم ممثلين لآباء التلاميذ ضمن اختيار كانت تقوم به إدارة المدرسة أو المؤسسة التعليمية أحيانا دون علم الآباء.
أما المرحلة الثانية فتمتد ما بين نهاية الستينيات إلى غاية إصلاح 1999، وقد شهدت إنشاء رابطات محلية لآباء التلاميذ وبعض الاتحاديات على المستويين المقاطعي والجهوي، أحيانا بإيعاز من السلطات السياسية وبعض الفاعلين الاجتماعيين، حيث أدت موجات الجفاف والتصحر خلال السبعينات والثمانينات من القرن المنصرم إلى موجة تقر قوية شجعت أفواجا كثيرة على الالتحاق بالمدرسة.
وبخصوص المرحلة الحالية فيطبعها آخر إصلاح للنظام التربوي بموجب القانون
رقم 99/012 الصادر بتاريخ 26 ابريل 1999 والذي ينص على اشراك رابطات آباء التلاميذ في برامج تطوير النظام التربو لكافة المستويات وفي مختلف اصناف التعليم وهي المرحلة التى شهدت نمو رابطات آباء التلاميذ في موريتانيا حتى شمل نفوذها كافة المستويات وذلك بفضل وضع إطار تشريعي تؤازره إرادة سياسية وديناميكية اجتماعية تعمل على خلق هذه الهيئات وتطويرها بوصفها أداة لاغني عنها لحسن سير النشاط التربوي في البلاد.