الحملة الإنتخابية الرئاسية قراءة لمضامين الخطاب الإفتتاحي و للمشهد

ثلاثاء, 18/06/2024 - 12:47

يقصد بمفهوم الحملة الإنتخابية إلي المرحلة التي تسبق عملية الإقتراع و يتم خلالها الترويج للمرشحين و التعريف ببرامجهم الإنتخابية بهدف حشد أكبر عدد من المؤيدين و المناصرين .
وتتميز  الحملة الإنتخابية بأنها جهد مدروس و مخطط له يتطلب اعدادا طويلا و تنسيقا فائقا بين عدة أطراف ابرزها المرشح نفسه.
و بوجه عام تشير الممارسات الدولية في الإنتخابات إلي أن الحملات الإنتخابية تخضع لقوانين و ضوابط خاصة تصدر لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين كافة المرشحين في عرض برامجهم و نشر دعايتهم الإنتخابية بما يكفل مبدأ المساواة بينهم .
فعلي العموم تخضع الحملات الإنتخابية للمرشحين لعدة قواعد و ضوابط محددة تختلف من بلد إلي بلد و تتقاطع في بعض التفاهمات يتعين الإلتزام بها و إلا قد تعرض المرشح المخالف للمساءلة القانونية نذكر منها علي سبيل المثال : ‐
‐ يحظر القيام بأية دعاية انتخابية للمرشحين تنطوي علي خداع الناخبين أو التدليس عليهم.
‐ يحظر استخدام اسلوب التجريح أو التشهير بالمرشحين الآخرين في الدعاية الإنتخابية.
‐ يحظر استغلال الدين أو الإنتماء القبلي أو العرقي في الدعاية الإنتخابية.
لعل ذلك ما ذهب إليه المجلس الأعلى للفتوي و المظالم مؤخرا حينما أصدر فتوي بأن التزوير باب شر يهدد السكينة العامة و إستقرار البلد و قد يؤدي إلي مفاسد أعظم .
كما شدد المجلس أيضا علي ضرورة التقيد بالأحكام والآداب الشرعية المتعلقة بالإنتخابات و ذلك بالإبتعاد عن السب والتشهير و سائر منكرات الأقوال و الشحناء و إثارة النعرات و إشاعة خطابات الكراهية .
و أن تحترم إرادة الناس و أن لا تفرغ من فائدتها بالتلاعب و الغش فإن ذلك كله محرم .
كما أكد من جهة أخري مشروعية الدعاية الإنتخابية و أن يقدم كل حزب أو مرشح نفسه داخل المشهد الإنتخابي ليتخيروا من يرونه أصلح لهم و أحق بتولي شؤونهم العامة .
فتقديم المرشح و سيلة لأن يتخير الناس من هو أكفأ و أولي بالمسؤولية .
الشئ الذي تقاطع مع تطلعات و مطالب كل المرشحين للسباق الرئاسي الحالي نحو القصر الرمادي .
انطلقت الحملة الدعائية للإنتخابات الرئاسية في موعدها المحدد سلفا عند منتصف ليلة الخميس الموافق 14 - 6 - 2024 م
وسط تنافس إنتخابي حر ديمقراطي طبعته روح المنافسة المسؤولة حتي الآن بين سبعة مرشحين من ضمنهم الرئيس الحالي السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الطامح دستوريا لولاية ثانية .
دون تسجيل أي حوادث مخلة بالدستور تذكر أو تمس من السكينة و الأمن العام علي مستوي حوافل الإفتتاح وطتيا لله الحمد
في ظل ضبط أمني محكم عززه الحضور الأمني الواسع  و يقظة و جاهزية عناصر و أفراد الأجهزة الأمنية و العسكرية .
أتسمت حركية الحملة الإنتخابية في مساراتها علي مستوي ولايات انواكشوط العاصمة بنوع من الفتور في التحضير و التعبئة و ضعف الحماس لدي المؤيدين و المناصرين بعد انطلاقها في اليوم الأول حيث أقتصرت في معظمها علي ضرب الخيام و فتح المقرات و تعليق الشعارات و صور المرشحين في بعض واجهات الشوارع و نشر البيانات الإنتخابية .
في انتظار أن تري انتعاشا كبيرا في الوتيرة كالعادة خلال الأيام الموالية .
بينما أحتدم الإستقطاب السياسي داخل مناطق واسعة من البلاد و سط تنافس حاد بين منسقي الحملات و ممثلي المرشحين و الفاعلين السياسيين المحليين من جهة و المناصرين من جهة أخري في محاولة للتأثير علي الناخب و إستدراجه بالطرق الدعائية المعهودة في هكذا مناسبات 
في حين كان لمديريات و منسقيات حملة المرشح رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني
الحضور البارز و الفعال داخل المشهد السياسي الإنتخابي و خاصة حملة الشباب و النساء و كذلك حملة المجتمع المدني و المنظمات النقابية و المهنية التي يترأسها السياسي المحنك و المقتدر السيد باب احمد  .
و التي تعد في حد ذاتها خزانا انتخابيا وازنا و مؤثرا داخل المشهد الوطني نظرا لما تشكل من ثقل انتخابي إذ تمثل نواة العمل السياسي الإنتخابي الفعلي  الكل في الكل .
كما ساهم أيضا الحضور الواسع وطنيا لمنسقيات المرشح ولد الغزواني علي مستوي الولايات الداخلية و المقاطعات و البلديات في الدفع بعمليات التحسبس و التعبئة و كسب ود الناخبين و إستقطاب المزيد من المصوتين لصالحه .
إضافة إلي الجهود الكبيرة الملاحظة ميدانيا لأصحاب المبادرات و التيارات و الملتقيات السياسية داخل العاصمة انواكشوط و خارجها الداعمة للمرشح السيد محمد و لد الشيخ الغزواني .
والتي يأتي علي رأسها تيار ملتقي خريجي سوريا الإنصافيين لما قدموه من عمل مميز و ملموس علي أرض الواقع كل من موقعه سبيلا لإنجاح رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ و تمكينه من الفوز بعهدة ثانية بفارق كبير في الشوط الأول .
ذلك ماتجسد جليا علي  مستوي الحفل الإفتتاحي  البهيج الذي أقيم بالمناسبة و بجهود مشتركة علي أرضية ملعب بيديه وسط حضور جماهيري و شعبي كبيرين قدر حسب بعض المراقبين للمشهد الإنتخابي بأكثر من 10 آلاف مناصر .
حاول البعض من تقليل شأن حضور مهرجان الإفتتاح و من منجزات مأمورية رئيس الجمهورية الأولي لكن هيهات !
فبما أن المأمورية القادمة للشباب فقد تجدد اللقاء الليلة الموالية بنفس مستوي الحضور و بروح شباب أكثر اندفاع خلال مهرجان ضخم للشباب حضره المرشح رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني  بالمطار القديم .
أكدوا و أثبتوا من خلاله إرتباطهم و تمسكهم بدعم المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني. 
و كيف لا و المأمورية المقبلة بدرجة أولي شباب ؟
 جري ذلك وسط أجواء موسيقية صاخبة و ألعاب نارية مفزعة أيقظت ساكنة انواكشوط من سباتها شكلت لاحقا موضوع حكايات وحكايات داخل الأوساط الإجتماعية .
تباينت مستويات الخطاب السياسي الإنتخابي للمرشحين خلال إفتتاح 
الحملة من حيث المضمون و المقصود و التأثير و القبول و ملامسة تطلعات و طموحات و هموم المواطن .
لذا جاء معظمها في قالب واحد أفتقد للرؤية الواضحة في الطرح لغياب التجربة لدي بعض المرشحين في التعاطي مع الشأن العام .
و صف من طرف بعض المحللين بأنه لا يعدو كونه خطاب إثارة رغبات و أهواء ناخبين من أجل إستقطاب المزيد من الأصوات في إطار الإستهلاك الدعائي الإنتخابي ليس إلا .
كلام الليل يمحوه النهار .
إلا أن مضامين هذه الخطابات يمكن استعراضها تواليا في نقاط و رسائل و عناوين ذات دلالات
 بارزة : -
1 ‐ المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني  : -
‐ الشعب رشحني لمأمورية ثانية و دعمتني أحزاب أغلبية و معارضة تقليدية عريقة كان من بين آخر قادتها الملتحقين بالركب المناضل الوطني التاريخي السيد مسعود ولد بلخير .
‐ لا أحب الإفتخار بمنجزاتي ولن يكون من بيننا الآن مفسد .
‐ إختياري.محسوم في مساعدة المحتاجين قبل كل شئ .
‐ كسب رهان التنمية رهين بمدي نجاعتنا في إستغلال طاقات الشباب .
‐ سيتم تنظيم حوار تشاوري شامل خلال المأمورية المقبلة .
‐ لا تراجع عن التهدئة و الحفاظ علي الحريات العامة .
‐ الأمن خط أحمر سيكون من الأولويات نظرا لما تتطلبه التنمية من أمن و إستقرار .
‐ لا تراجع عن مشروع المدرسة الجمهورية لما يجسد من تماسك و لحمة و وحدة وطنية .
‐ إستحداث مندوبية جديدة لترقية و إدماج الشباب مع منحها كل الموارد و الصلاحيات اللازمة .
‐ تعهد رئيس الجمهورية غزواني بزيادة رواتب الموظفين خاصة قطاعات التعليم الصحة و الجيش 
إضافة إلي إصلاح نظام التقاعد .
‐ إعداد إستراتيجية وطنية لمكافحة الفساد و الرشوة بشكل مؤسسي و قانوني بعيدا عن الإستهداف و التشهير و الإستغلال السياسي و السهر علي تنفيذها .
‐ تعهد أيضا بإطلاق ثورة لتحقيق الإكتفاء في مجال الزراعة و توجيه الشباب إلي التكوين و العمل في مجالات التنمية المختلفة و إستلهام الدروس من جائحة كورونا و من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية .
مضامين خطاب ذات رؤية ثاقبة ستؤسس لا محالة لمرحلة قادمة من البناء نحو التغيير المنشود في ظل الإستقرار الحاصل  و ستشكل قطيعة تامة مع الفساد و المفسدين و فرصة لإستغلال طاقات و كفاءات الشباب .
2 ‐ المرشح محمدالأمين المرتجي الوافي : - 
‐ علي الشباب إمتهان السياسة و إنقاذ المجتمع .
‐ كما أشار إلي أن النخب الحالية هي من كانت تتبادل علي المناصب دون مراعاة الغالبية العظمي من الشعب .
‐ حث المترشح أيضا أنصاره و داعميه علي الأخذ بالشعب السينغالي كمثل يحتذي به في تصويته لرئيس شاب يشعر بحاجياتهم .
3 ‐ مرشح تواصل : حمادي ولد سيد المختار .
‐ يدعو إلي منافسة شريفة تقوم علي البرامج و الصدق مع المواطن .
‐ سنسعي لتطبيق شرع الله و إعادة المكانة المفقودة للعلماء .
‐ الشعب يعيش أوضاعا صعبة سنستعيد أمواله المنهوبة .
‐ من الإعتراف بالجميل إنزال المرأة المكانة اللائقة بها .
‐ سنعمل علي تغيير الوضعية الصعبة التي يعيشها المواطن .
‐  سيقوم في حالة الفوز  بخفض أسعار المواد الغذائية و المحروقات .
4 – المرشح سوماري اوتوما: - 
‐ انتقد أوضاع البلاد و تعهد برأب الصدع و الإصلاح حال فوزه .
‐ البلد يحتاج إلي جهود منسقة لإنقاذه من الفساد و الرشوة و نحن مستعدون لتنفيذها .
‐ موريتانيا تعيش أوضاعا معيشية صعبة .
5 - با ممادو بوكار :  ‐
‐ سنعمل علي إحداث تغيير جذري لبناء دولة قوية و ديمقراطية .
‐ تعهد بتعزيز الوحدة الوطنية و تقسيم السلطة و الثروة .
‐ انتقد أداء الحكومة .
6 ‐ المرشح العيد ولد محمدن : -
‐ عشنا 5 سنوات ضائعة والبلد في خطر .
‐ البلاد تعيش لعنة الفساد في ظل نخبة حاكمة ماتت ضمائرها .
‐ يشدد علي أنه سيتصدي للفساد و المفسدين و يستخدم ثروات البلد لصالح الشعب  و في بناء الوطن .
7 ‐  المرشح بيرام الداه اعبيد .
‐ الإنتخابات الحالية.فرصة للتغيير .
‐ الأنظمة المتعاقبة علي موريتانيا أنهبت ثرواتها .
‐ انا علي يقين من الفوز في الشوط الأول من الإنتخابات الرئاسية. 
‐ هدفي الأساسي هو بناء موريتانيا حديثة علي أسس العدالة و المساواة .
ولكم مما سبق حرية إدراك الفارق بين مستويات الخطاب الإفتتاحي و الطرح المؤسسي السليم و الشامل الذي يعكس و يلامس أولويات هموم المواطن لدي مختلف المترشحين .
لاشك أن الخمس سنوات عمر المأمورية الأولي لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني .
قد عكست حصيلة ميدانية ايجابية كما و نوعا و بأرقام لا مراء فيها رغم التحديات المتباينة. 
و إن كان بعض المحللين الإقتصاديين يري أن الحصيلة لا تقاس فقط بالمنجز أو بالأرقام علي أهميتها و لكن بما ترسمه من معالم تغيير هادئ و منشود في الأفقين المتوسط و البعيد و بما يقدم من إجابات لإشكالات الحاضر و متطلبات و تحديات المستقبل .
إذ يمكن العودة إليها علي أرض الواقع دون نكران أو جحدان أو عن طريق إلتماس آثارها داخل مناطق الأوساط الإجتماعية الهشة .
في حين يبقي أكبر مؤشر لمدركات نجاح المأمورية الأولي هو مستوي تصنيف النمو الإقتصادي لدينا الصادر عن مؤسسات إقتصادية و مالية دولية ذات مصداقية عالية .
إضافة لحجم الإستقرار والأمن الحاصل وطنيا مقارنة بالمحيط الإقليمي المضطرب جدا .
و في سياق أعم تأتي الإنتخابات الرئاسية الحالية في ظل وضع داخلي مستقر أمنيا و ظرف دولي خاص و تداعيات محيط إقليمي مضطرب تتسارع فيها الأحداث و المتغيرات .
كان بعض المراقبين يخشي من أن يلقي بظلاله علي المشهد الوطني و الإنتخابي .
تأسيسا لما سبق فإن غالبية الشعب الموريتاني تدرك اليوم أكثر من أي وقت مضي و لإعتبارات جمة أهمية إعادة انتخاب رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لولاية ثانية
أملا في أن تؤسس مأمورية الشباب المرتقبة لمرحلة جديدة من البناء و التشييد في ظل الإستقرار الحاصل .
و تكرس مفهوم دولة المؤسسات و القانون و ترسخ روح المواطنة و الوحدة الوطنية .
و تجسد لقطيعة تامة مع ممارسات الماضي و تدوير المفسدين والإفلات من المساءلة و العقاب .
كما ستساهم في تجديد الطبقة السياسية و إرساء عدالة إجتماعية و تقسيم عادل للثروات في ظل موريتانيا حاضنة لجميع أبنائها الكل يجد نفسه فيها قوية و غنية بتنوعها العرقي و الثقافي و بتنوع مصادر ثرواتها الطبيعية الهائلة .

    حفظ الله موريتانيا .
       اباي ولد اداعة
نائب رئيس لجنة التحسيس و التعبئة علي مستوي
الحملة الوطنية للمجتمع المدني و المنظمات النقابية و المهنية للمرشح السيد محمد و لد الشيخ الغزواني.