نظّم بيت الشعر نواكشوط مساء اليوم الخميس 06 يونيو 2024 أمسية شعريّة ضمن سلسلة برنامج "تراتيل الأصيل" الّتي تسعى إلى خلق منبر إبداعيّ ثابت من خلاله يعرض الشّعراء آخر مستجدّاتهم الأدبيّة بهدف تحريك السّاحة الثقافيّة ومنح المساحة الكافية لتسليط الضّوء على عديد النّماذج الإبداعيّة التي يكتبها الشّعراء من مختلف المدارس والمشارب الفكريّة، وفي سياق جهود بيت الشّعر الرّامية إلى توفير فسحة دائمة للشّعر العربيّ وشعرائه.
وقد استضافت التراتيل ثلاثة شعراء هم: الشاعر عبد الله السّالم عيسى أمين، والشّاعر محمد أحيد محمد امبات، والشّاعر محمد المصطفى الفايده.
بدأت الإلقاءات مع الشاعر عبد الله السّالم محمّد عيسى وهو فقيه وشاعر ولغويّ مهتمّ بالآداب العربيّة التراثيّة، وقد ألقى عدّة نصوص من بينها غزليّته التي يقول فيها:
رسْم ريحٍ بجانب السندان
هاج شوقا مهيّجا أحزاني
أومأت لي هند بطرف كحيل
لم يكحّل بكلّ خطب دهاني
وكستني الهوى بفرع أثيثٍ
وبنان مخضّب قد سباني
وعلت في الحشا زوافِر منها
تتشكّى الضّلوع نقْض المباني
فيما صعد المنصّة ثانيا محمد أحيد محمّد امبات، حاصل على الليصانص في العمل الاجتماعيّ من كلية الآداب بجامعة نواكشوط، باحث في مجال التنمية المحليّة والعمل الجمعويّ في كلية 09 أبريل بتونس، فائز بجائزة "أنا الكاتب للشعر" ، فائز بجائزة "ديوان الشمال في تونس" ، كما شارك في عدّة أنشطة أدبيّة وثقافيّة خارج البلاد وداخلها.
حيث ألقى العديد من قصيده من بينها قصيدته الموسومة " البلاد التي أحب " التي يقول فيها:
فيك من دهشة المحبة غابهْ
يا بلادً بالقلب تشجي اغترابهْ
يا حريقا في الروح يأكل وردي
حين يُذكِي زفيرَه و التهابهْ
كلما أظلم المدى دون عين___
يَّ وأدمى حلمي.. وكشَّر نابهْ
صرت شمسا بها أهشّ ظلامي
ورياحا يغري هواها سحابه
فاسكبي فوق أحرفي كأس عشق
و هيام إني أحب انسكابهْ
وقد ختمت الإلقاءات ثالثا مع محمد مصطفى الفايده، وهو شاعر، حاصل على الباكالوريا الأدبيّة الأصليّة، وعلى جائزة الرّتبة الثانية في "الأسبوع الجهويّ للثّقافة والشّباب والرّياضة المدرسيّ؛ النسخة الأولى لفرع الشعر الفصيح الذي تقيمه وزارة الثقافة" ، ومكرّم كذلك من طرف وزارة الثقافة في منتديات انواكشوط للثّقافة والشّباب والرّياضة على مشاركته المتميزة عن الهجرة.
يدرس حاليا في كلية الآداب والعلوم الإنسانيّة بجامعة نواكشوط تخصّص الدّراسات العربيّة.
وألقى الشاعر الفايده العديد من قصيده من ضمنها نصّه الموسوم ب" طفل على أنقاض العناء":
أخذوهُ من تحتَ الرُّكامِ نديَّا
طفلٌ ولكن في العنا زكريَّا
جاءُواْ به يبكي ويمسحُ دمعهُ
راضٍ ويجهشُ بالبكاءِ .. رضيَّا !
لفُّواْ على صدر الصبِّيِّ سلاسلا
خطُّوهُ في ورقِ ..العناءِ صبِّيا
ألقوهُ في الجُبِّ البعيد لوحدهِ ..!
تركوهُ يلمحُ في الظلامِ ثُريَّا..!!
سجنوهُ في كنهِ المتاهةِ فارتوى
أرقَاً وفاضَ من التبتُّلِ رَيَّا.
وختمت الأمسية بصورة جماعيّة تذكاريّة لضيوف التّراتيل مع مدير بيت الشّعر الدكتور عبد الله السيّد، وسط حضور متنوّع من الدكاترة والأساتذة والباحثين الجامعيّين وجمهور واسع من عشّاق القصيدة وروّاد بيت الشعر.