انتظمت مساء أمس الخميس 04 أبريل 2024 الموافق 25 رمضان 1445 بقاعة الأنشطة في بيت الشعر-نواكشوط سهرة شعرية استضافت شخصيات شعرية مختلفلة الخلفيات الإبداعية ومتباينة الأعمار والتجارب، وذلك ضمن برنامج بيت الشعر الساعي إلى إنعاش الساحة الثقافية وإبراز الوجوه الكتابية ضمن سلسلة تراتيل الأصيل التي تستقطب الأصوات الشعرية، وقد شارك في الأمسية ثلاثة شعراء من مشارب مختلفة التوجهات الأدبية هم: عم الأمين محمد علي، ومحمدن الشيخان النح، وأحمدو محمد المنى.
وافتتحت الأمسية مع الشاعر عم الأمين محمد علي، وهو من مواليد 1966 بوادي الناقة، حاصل على شهادة دكتوراه في القانون الإداري من جامعة الحسن الثاني بالمغرب، وشهادة الماجستير من كلية الآداب بنفس الجامعة، وقد نال عدة إجازات في العلوم الشرعية والعربية، كما أنعش العديد من البرامج الأدبية في التلفزيون والإذاعة على مدى العقود الماضية، وقد تحصّل على عدّة جوائز منها: جائزة وزارة الثقافة والإعلام الموريتانية للشعر الفصيح للعام 1987، جائزة وحدة بناء الخطاب الشعري بكلية الآداب بجامعة الحسن الخامس/ الرباط/ المغرب، وجائزة الشعراء الشباب بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية 2003، عضو مؤسس لاتحاد الكتاب والأدباء الموريتانيين، ويعمل حاليا أستاذا متعاونا بمختلف كليات جامعة نواكشوط، والمدرسة العليا للتعليم وبعض المعاهد العليا المختصة.
وقد ألقى عدة قصائد من ضمنها نصه:
فاض الوجود بغيثك الهتان
وسمت طباع الخلق بالقرآن
فالكائنات مروج شدو والشذى
عبق يعطر باحة الأكوان
يا مولد الرحمى يشع على المدى
بالخافقين مواهب الرحمن
نورا وآيات تقضُّ مضاجع الط
ـغيان أني جاس في البلدان
وتحرر الإنسان من شبح الهوى
وعبادة الأصنام والأوثان
حتى ارتقى نجوى لرب خالق
إياه نعبد ماله من ثان
فيما تلاه ثانيا الشاعر محمّدن الشيخان النّحّ وهو
من مواليد 1968 بنواكشوط، أستاذ مكون بمدرسة تكوين المعلمين في نواكشوط، خريج المعهد العالى للدراسات والبحوث الاسلامية، له ديوان شعر مطبوع، وتمّ له نشر عدة بحوث بمختلف المجلات والصحف، مهتمّ بالكتابة الثقافية والإبداعية، وقد شارك في عديد الفعاليات والنشاطات الإبداعات وقد ألقى عدة نصوص من ضمنها نصه " غيلان وميارا":
ومجابة أمشي بها وحدي
في ظلمة الليل البهيم
وأرى بجنح الليل فجرا قادما
من أرضنا في القدس يا أهلي
لكن ميارا المسعديّ تقول لي:
اقعد فلم يتبقّ شيء
إلا الدمار بغزة
إلا عواصف ليلنا
ودماء أطفال وأدمع نسوة
وانتهت الإلقاءات ثالثا مع الشاعر أحمدو محمّد المنى وهو شاعر وكاتب، عضو في اتحاد الكتاب والأدباء الموريتانيين، حاصل على شهادة الماستر في المالية الإسلامية من جامعة عبد الله بن ياسين، وماتريز في اللغة العربية وآدابها من المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلاميّة، له ديوان شعريّ قيد النشر، وقد ألقى عدة نصوص من ضمنها نصه " وعد حسناء" :
وعدتني الحسناء سرّا لقاء
ثمّ شاءت بأن يكون مساء
عند بيت جدرانه كلمات
تملأ الأفق بهجة وبهاء
خيمة من خيام عبقر فيها
جرر الشعر ذيله خيلاء
ألق الشعر عاد فيها إليه
وله قد أعادت الكبرياء
أسكرتنا بشعرها وغناها
فانتشى الحاضرون منها انتشاء
وقد كانت أغلب القصائد ملامِسَةً للواقع العربي وما يدور فيه من استكبار الصهيونية وعنجهيتها، واستهتارها بكل القيم الإنسانية في فلسطين المحتلة. واختتمت السهرة الشعرية بصورة تذكارية جماعية، وسط حضور جمهور متنوع من الأكاديميين والأساتذة والإعلاميين رواد بيت الشعر وعشاق القصيدة والأدب، تخلّلته نقاشات وحوارات حول الأدب وقضاياه بين الشعراء وجمهورهم.