نظّم بيت الشعر نواكشوط مساء اليوم الخميس أمسية شعرية في إطار سلسلة "تراتيل الأصيل" التي تستقطب إلى منصّتها الشعراء والمبدعين من مختلف الأجيال والمدارس الشعرية، و قد استضافت الأمسية الشاعرين خديم رسول الله زياد ودامين ادويهي سلي، فيما قدّمتها الشاعرة اطويلت لعمر بوعبيد التي خلّلت النّشاط بشذرات من المديح النبويّ لشعراء مختلفين.
بدأت الإلقاءات الشعرية مع الشاعر خديم رسول الله زياد، وهو شاعر تلقى تعليمه الأول في المدارس النظامية،ثم انتقل للمدارس الأصلية فدرس فيها عدة فنون كالنحو واللغة والفقه، وله عدة أعمال شعرية مطبوعة في مديحه صلى الله عليه وسلم.
وقد وجّه التّحيّة لبيت الشعر-نواكشوط، مُرحّبا بالجمهور الأدبيّ المحبّ لاستحضار عظمة الذكرى كما قرأ عدّة نصوص مديحيّة متنوّعة كان من بينها نصّه "شواطئ الأهداب" الذي جاء تعبيرا عن صرْف الاشتياق و سميّ المحبّة؛ يقول فيه:
كيف الهوى ورسائلُ الأحبابِ ؟
وسياحةٌ فى شاطئ الأهدابِ؟
كيف الليالي الزُّهْرُ..؟ كيف نجومُها؟.
أم كيفَ رجعُ حديثِها المُنسابِ؟
ما للسؤال على السؤالِ معلّقٌ ؟
ودّ الجوابَ ولو بنِصْفِ جوابِ
عبقٌ هو الفجرُ السعيدُ إذا تنفّس
مُشْعِرا بالعَوْدِ بعد غيابِ
ما مثله بشرٌ فسبحان الذي
آتاهُ أكمل سنّةٍ وكتابِ
أخفيتُ سرّي فى الجوانح جاهدا
لكنّ دمعا فى الجفونِ وَشَى بِي
بعد ذلك دُعي إلى منصة الإلقاء الشاعر دامين ادويهي سلي، وهو حاصل على ماستر في مناهج البحث في اللغة والأدب من جامعة نواكشوط العصريّة، ونال عدة جوائز أهمّها:
المركز الثالث في "مسابقة شاعرالرسول المنظّمة من طرف التلفزيون الموريتانيّ"، والمركز الأول في مسابقة الجناب النبوي المنظمة من طرف الاتحاد والأدباء والكتاب الموريتانيين.
وقد ألقى من بين نصوصه قصيدة تحت عنوان "سنى الإشراق" الذي عكس عميق الشوق وصادق الحبّ للمقام الأكرم، إذ يقول فيه:
أسير وخلفي الليل تهوي معاوله
وفي شفتي صمت تضجّ قوافله
وماكنت إلا شاعرا ثائر الرؤى
أبى الشعر إلا أن يظلّ يغازله
أرتّل سفْر الشوق في عتمة الأنا
عشية لم يلق الردى من يصاوله
إلى أن تجلى للوجود مشفع
تهدهدأحلام الصّغار أنامله
وقد تناوب على المنصّة شعراء عدّة هم الشاعر د. التقي ولد الشيخ والقاضي محمد عينين، و محمد إدومو و الأمين الطالب ومحمد عبد الرحمن؛ وقد حضر الأمسية جمهور واسع من الشعراء والكتاب والإعلاميين ومتذوقي الشعر الذين تفاعلوا مع إلقاءات الشعراء المحتفين بذكرى المولد النبوي الشريف.
