أربع سنوات من مأمورية رئيس الجمهورية.
حصيلة مشرفة و منجز لا مراء فيه.
لاشك أن الأربع سنوات من عمر مأمورية رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني عكست حجم حصيلة ايجابية كما و نوعا رغم التحديات المتباينة.
و إن كان بعض المحللين الإقتصاديين يعتبر أن الحصيلة لا تقاس فقط بالمنجز و بالأرقام علي أهميتها و لكن بما ترسمه من معالم تغيير هادئ و منشود في الأفقين المتوسط و البعيد و بما يقدم من إجابات لإشكالات الحاضر و متطلبات و تحديات المستقبل.
فبالتأكيد ما ميز هذه الفترة من عهدة رئيس الجمهورية هو دأبه علي مكاشفة و مصارحة الشعب من خلال خطاباته و خرجاته الإعلامية في كل المناسبات الوطنية.
بالإضافة إلي جو الهدوء و الإنفتاح العام علي كل مكونات الطيف السياسي و بتشكيلاته الحزبية.
طبع طيلة المرحلة من حكم نظام رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.
فضلا عن ظروف الأمن و الإستقرار و السكينة.
ساهم في خلق هدنة و تقارب في الرؤي بين النظام و المعارضة.
تزامن مع مرحلة جديدة من المشاريع والإصلاحات لامست في مبتغاها هموم المواطن السياسية الإجتماعية و الإقتصادية.
في ظل تداعيات ظروف قواسية كالجائحة المتحورة و انعكاسات الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة و تأثيراتها علي أسواق المحروقات و الحبوب.
في إطار تنزيل برنامج رئيس الجمهورية التنموي الإنتخابي ( تعهداتي ) و تجسيده علي أرض الواقع .
لقد مرت أربع سنوات من الإنجازات في كل الجوانب في جو مشبع بتحديات كافية للتعرف علي تجربة سياسية تنمية فريدة تضمن جملة من الإصلاحات الشاملة الهامة شخصت الأوضاع و قدمت الحلول و استجابت للتطلعات ضمن رؤية موضوعية طموحة و عقلانية و في جو إستثنائي إقليميا و دوليا .
بالإضافة إلي إرساء سياسات ناجعة لمكافحة الفساد و تكثيف جهود محاربة الرشوة.
كما تم خلق فضاءات و فتح قنوات اتصال للتشاور بين الحزب الحاكم إنصاف و الأغلبية والمعارضة و تعزيز الثقة مع الشركاء الإجتماعيين في إطار البحث عن إجماع وطني حول القضايا الوطنية الأساسية .
مهدت لاحقا لتفاهمات بين الداخلية و ممثلي الأحزاب السياسية حول إصلاح الإختلالات الحاصلة في المنظومة الإنتخابية ضمن تعديلات كان من شأنها الإسهام في تعزيز و تقوية الرقابة علي العملية.الإنتخابية .
إضافة إلي جعلها أكثر شفافية و مصداقية مما منح الناخب الموريتاني الشعور بالتواجد في قلب الصراع السياسي بين الأحزاب خلال الاستحقاقات الإنتخابية الأخيرة .
و في سياق أعم أفرزت هذه اللقاءات عن تشكيل لجنة وطنية مستقلة للإنتخابات باشرت عملها فورا بعيد تأدية اليمين الدستوري.
كما تم إعتماد مقترحات كان من شأنها تحسين المسار الإنتخابي : -
‐إعتماد النسبية في الإنتخابات البلدية و الجهوية و كذلك التشريعية و اللائحة الوطنية.
‐ إعتماد لائحة لأول مرة للشباب و لذوي الإحتياجات الخاصة .
‐ تقطيع انواكشوط إلي 3 دوائر ب 7 مقاعد لكل دائرة.
بالإضافة إلي تعزيزاللامركزية و تقوية سلطات المجموعات المحلية و تنمية المبادرات الجماعية و تسهيل إجراءات و تحسين ظروف الولوج إلي خدمات الحالة المدنية.
عززته مشاركة مجموعة الأحزاب السياسية المعترف بها رسميا لدي الدوائر الحكومية و البالغ عددها 25 حزبا دون استثناء يذكر في الإنتخابات النيابة والبلدية والجهوية و اللائحة الوطنية الأخيرة .
و هو ما يؤكد عمق الممارسة الديمقراطية و نضج البناء السياسي الموريتاني حيث أن الإنتخابات ليست غاية في حد ذاتها بقدر ما هي وسيلة لإقامة مؤسسات ذات مصداقية تخدم مصالح المواطن و تدافع عن قضايا الوطن .
إيمانا بأن الدولة تكون قوية بمؤسساتها و بوحدة و تلاحم مكوناتها الوطنية.
هذا ما جسده خطاب رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني علي مستوي مهرجان جول من خلال التوقيع علي وثيقة نداء أسست لإعادة و تقوية اللحمة الوطنية و تعزيز قيم المواطنة .
لقد مكن الإستغلال الرشيد لموارد الدولة من إعطاء الأولوية لترقية القطاعات الإنتاجية.و.خاصة الزراعة و تنمية.المواشي و الصيد و البني التحتية الداعمة للنمو حيث تم إنشاء مجلس رئاسي و وكالة وطنية لترقية الإستثمار في بلادنا .
في حين تأكد علي مستوي قطاع الطاقة و المعادن أن ثمة آفاقا واعدة و طفرة.نوعية في المخزون و الإحتياط من الغاز و النفط سيسهم بشكل جذري في تحويل الإقتصاد الوطني و تحديد نوعيته و هيكلته .
بالإضافة إلي تغيير مستوي المعيشة إن شاء الله.
صاحبه إعتماد إستراتيجيات و آليات لإقامة نظام حديث لتوصيل ونقل الكهرباء و تطوير منظومة الإنتاج و رفعه مع استمرار تنوع مصادر الطاقة و اتساع و امتداد خطوط النقل و التوزيع بالإضافة إلي كهربة العديد من المدن و القريات الريفية وربط بعضها بخطوط الشبكة الوطنية في انتظار تشغيل جميع وحدات محطة بلنوار الهوائية ذات القدرة الكبيرة 100 ميغاوات التي ستشكل إضافة نوعية ستحد و تقضي نهائيا علي حالات النقص و الاضطرابات التي تحصل في بعض الأوقات نتيجة ارتفاع الطلب في الصيف و الأوقات الحارة.
أما في مجال التعاطي مع الملف الإجتماعي فقد تم إنشاء مندوبية تآزر شكلت إهتمام رئيس الجمهورية و رصدت لها أموال هائلة و ضخمة لإمتصاص حالات التفاوت الإجتماعي و الغبن و التهميش داخل.الطبقات الإجتماعية الهشة و الناجمة من تراكمات الماضي.
لامست و استهدفت شرائح ضعيفة ضمن تدخلاتها في مجالات التأمين الصحي و تقديم المعونات النقدية و توزيع السلات الغذائية و تشييد المراكز الصحية ، التعليم ، البني التحتية ، الأمن الغذائي و تشييد
مساكن بمواصفات حضرية للعائلات عديمة الدخل...الخ .
بالإضافة إلي الزيادات المتكررة للرواتب و دفع المكافآت التشجيعية و العلاوات و زيادة الإعانات العائلية استهدفت فئة المتقاعدين العريضة و الهشة ورفع الحد الأدنى للأجور.
كما تم طبقا لمعطيات اللجنة الوطنية للمسابقات اكتتاب 16492 موظفا خلال الأربعة أعوام مقارنة بإكتتاب 14577 موظفا طيلة العشرية الأخيرة.
خطوات هامة لاقت ترحيبا واسعا داخل الأوساط الشعبية و العمال.
رغم تحفظ البعض علي حالات تدوير المفسدين السابقين في الوظائف الحكومية و استياءه مما يحصل من مضايقات لبعض المواطنين العاملين في مجال التنقيب الأهلي عن الذهب في ظل تداعيات و اتساع موجات هجرة الشباب و أصحاب الكفاءات إلي الولايات.المتحدة الآمريكية و ما تشكله من مخاطر و تحديات.
فعلي مستوي الحريات العامة حرصت الدولة علي تكريس مبدأ الحياد في تعاطيها مع تشكيل المؤسسات و النقابات و الروابط و هو ما أعطي نتائج هامة في مجال تعزيز الحريات و تطوير الخدمة الإعلامية من خلال تثبيت المكتسبات و توسيع صلاحيات السلطة العليا للصحافة و السمعيات البصرية .
بالإضافة إلي إنشاء صندوق دعم الصحافة و تفعيله و تنشيطه .
في حين عمل رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني علي تعزيز دورنا و إثبات حضورنا داخل المحيط الإقليمي و الدولي و تموقعنا الجيواستراتيجي و حماية هيبة الدولة و الدفاع عن المواطن و الإهتمام به أينما حل و ارتحل كما حصل مع مختلف أفراد جاليتنا في الخارج .
كان آخرها عودة رعايانا عبر الخطوط الجوية الموريتانية ضمن عمليات إجلاء واسعة قامت بها الشقيقة المملكة العربية السعودية من مناطق الصراع في السودان الشقيق و الإستقبال الحار الذي خصهم به رئيس الجمهورية رفقة الوزير الأول و أعضاء الحكومة عند سلم الطائرة في مطار أم التنسي.
كما قاد سيادته أيضا مبادرات عديدة في هذا السياق علي غرار ما قام به من جهود لتخفيف مديونية الدول النامية في إطار مواجهة آثار كوفيد19 للنهوض بنمو اقتصاداتها بصفة عامة.
و قد نظمت بلادنا في هذا الشأن مؤتمرات و شاركت في لقاءات دولية أكدت علي أهمية قدرات البلد و مكانته إقليميا و دوليا .
عكسه حجم النجاحات المتلاحقة للدبلوماسبة الموريتانية داخل وخارج الديار.
و بما أن للإصلاح بقية فإننا مدعوون أكثر من أي وقت مضي إلي دعم وتشجيع جهود ومساعي رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لتحقيق التنمية و الإصلاح .
و تواصل الجهود لإكمال تنفيذ برنامج فخامة رئيس الجمهورية و تجسيده واقعيا.
طابت أوقاتكم.
اباي ولد اداعة.