مداخلة النائب محمد بوي و ما حملته من إساءة مستفزة و صريحة لهيبة الدولة و شخص رئيس الجمهورية.
لا يخفي علي احد أن تصريحات النائب الموريتاني المثير للجدل السيد محمد بوي ولد الشيخ محمد فاضل المسيئة لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني جاءت في سياق الدعوة لنصرة الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم و هو حق أريد به باطل .
اعتمد خلاله النائب الخلط بين عمل صالح و آخر سيئ .
أثار جدلا كبيرا داخل البرلمان و مواقف متباينة و ضجة واسعة لدي الرأي العام الوطني و حالات استياء و استنكار مختلفة داخل مواقع التواصل الإجتماعي .
تدخلت السلطة العليا للسمعيات و البصرية ( الهابا ) علي الخط من خلال إقرار قرار ألزم السيد النائب محمد بوي بالحذف الفوري من صفحته لمحتوي و مضمون الورقة المسيئة للنبي صلي الله عليه وسلم نشرها سابقا و تقديم الإعتذار لمتابعي الصفحة عن إعادة النشر و هو تم بالفعل و أكده النائب نفسه و ذلك للحد من تداول محتوي الإساءة بين الناس و عدم المساهمة في نشرها علي نطاق واسع.
كما أكد السيد النائب لاحقا في تدوينة له عبر حسابه علي فيسبوك أن مداخلته في البرلمان كانت إسقاطا تخيليا المراد منه إسقاط فحواها تورية علي رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني .
عذر أقبح من ذنب و
تصرف نعته البعض بالخاطئ و الطائش يري مؤيدوه بأنه يدخل ضمن الحراك و الدعوة لنصرة الرسول الكريم و في حدود حرية التعبير.
فإذا كان الأمر كذلك فما العلاقة إذن بالمطالبة بنصرة الرسول الكريم و التهجم والإساءة إلي شخص رئيس الجمهورية ؟
أي إثارة و أي علاقة إذن ؟
إن الدفاع عن الرسول محمد صلي الله عليه وسلم واجب شرعي قبل أن يكون وطنيا لا يقبل التأويل ولا المزايدة شكل تأريخيا و مازال جزءا من عقيدتنا و هويتنا وثقافتنا و أخلاقنا و فطرتنا السوية التي جبل عليها مجتمعنا و طبعه الله عليها .
في حين يتجلي للبعض من حجم الإساءة أن مداخلة النائب جاءت بدوافع الإكثار و حب الظهور و الشهرة والخروج علي المألوف .
بينما يري ويؤكد بعض السلف الصالح أن حب الظهور والصيت و الشهرة مرض يقدح في الإخلاص و يحرج الإخلاص و يفضي إلي الرياء و السمعة.
إذ لا يختلف إثنان علي أن تصريحات النائب الأخيرة مسيئة و مشينة
كرست لجوانب أخري من الإستهانة بالنظم و الخروج علي الضوابط القانونية والأخلاقية المنظمة والمسيرة و المؤطرة للعمل البرلماني في ظل تخليه هذه المرة و ابتعاده التام عن ما انتخب من أجله ألا و هو النقد البناء والجاد والمطلوب لتقييم عمل و أداء الحكومة مراعاة لمصلحة الوطن والمواطن و استجابة لتطلعات الشعب و التعاطي مع همومه و الدفاع عن مصالحه.
يؤسفني كثيرا ما وصل إليه مستوي الطرح والنقاش لدي النائب و ظنه بأنه نبي زمانه فهما و علما .
ومستوي الإساءة و الاتهامات الشخصية و التجريح المباشر و الملتوي مما ينم عن حقد دفين اتجاه النظام لا يخدم الوطن و لا المواطن في شئ .
حيث لا يحق له إطلاقا اتهام الآخرين بالتقاعس عن نصرة المصطفي صلي الله عليه وسلم و كأنه من الأوصياء الأواخر عن فهم الدين و الدفاع عن الرسول الكريم .
لاشك أن مضامين هذه المداخلة هو خروج علي الثوابت الدينية و الأخلاقية و الوطنية من خلال تعمد الإساءة و ما حملت في صريح الألفاظ من إهانة شديدة و سب لشخص رئيس الجمهورية .
تضمن معني يحمل الإساءة و المساس بالشعور و الحط من الكرامة نتعفف عن إعادة ذكر و ترديد تلك الألفاظ السوقية الساقطة و المشينة حفاظا علي السكينة العامة و الوقار و التي لا تليق بمستوى و حجم برلمان موقر يظل المشرع الأول والأخير للبلاد والعباد .
كما هو أيضا خروج للنائب من واجبه الوظيفي البرلماني عبر هذا التطاول اللفظي المرفوض أخلاقيا في هكذا موقع حساس كان يجب عليه الإلتزام بالتخاطب مع رؤسائه تحت قبة البرلمان فما باله بمخاطبة رئيس الجمهورية رمز الدولة.
حيث جرم قانون العقوبات الموريتاني مؤخرا كل أفعال الإساءة التي تتضمن إهانة و سبا أو قذفا لشخص رئيس الجمهورية أو تمس من هيبة الدولة و رموزها بغض النظر عن الطريقة أو الوسيلة المتبعة في ذلك .
وقرر جزاءا جنائيا دخل حيز التنفيذ بقوة القانون والدستور تحت مسمي قانون حماية.الرموز الوطنية .
الشئ الذي قد ينتظر حالة النائب من خلال ما حصل من إساءة داخل قبة البرلمان و أمام مسمع ومرأي من مختلف السلطات و من الجميع.
فالملاحظ أن ما غاب عن ذهن النائب في خضم مداخلته هو قول الشاعر ابي الأسود الدؤلي :-
لاتنه عن خلق وتأتي بمثله عار عليك إذا فعلت عظيم.
تأسيسا لما سبق فإن
الأبعد والأخطر من هذا كله ما قد يوصف به النائب سيكولوجيا و يصنف بأنه يعيش حالات انفصام شخصي نفسي معقدة نتيجة اختلال جسيم في إدراك الفرد و ضبطه لمشاعره و سلوكه .
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
اللهم إني أعوذبك من علم لا ينفع و عمل لا يرفع.
اباي ولد اداعة.