اختتمت اليوم السبت، في مدينة أطار، بولاية آدرار، فعاليات النسخة الثانية من المهرجان الدولي للتمور المنظمة من طرف وزارة الزراعة، بالتعاون مع جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وأشرف على حفل الاختتام الأمين العام للوزارة السيد أحمد سالم ولد العربي ولد النهاه رفقة والي ولاية آدرار السيد عبد الله ولد محمد محمود والسلطات الجهوية والأمنية بالولاية.
وحظي حفل الختام بحضور لافت من كبار المسؤولين في البلد، فضلا عن ضيوف المهرجان، وجمع غفير من سكان المدينة، والمهتمين بالمجال الواحاتي.
وتحدث وزير الزراعة السيد أمم ولد بيباته، أمس خلال الزيارة التي أداها لبعض المؤسسات التابعة لقطاعه، عن النجاح الكبير الذي حققه المهرجان على مختلف الأصعدة.
وقال الوزير إن المهرجان الدولي للتمور الموريتانية الذي اختتم اليوم جاء ثمرة للتعاون الوثيق والصداقة القوية التي تجمع دولة الامارات العربية المتحدة وبلادنا والعلاقة الأخوية بين فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وسمو الأمير محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة وهي علاقات في مجالات متعددة، مضيفا أنه يشكل أحد أوجه هذا التعاون عبر الشراكة المثمرة بين الوزارة و جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي.
وذكر الوزير بأن هذه الفعاليات نظمت تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي يولي عناية خاصة لتطوير وتنمية القطاع الزراعي بشكل عام، والزراعة الواحاتية على وجه الخصوص.
واضاف أن حكومة معالي الوزير الأول السيد محمد ولد بلال مسعود نفذت خطة وطنية متكاملة لتطوير الزراعة وتنمية الواحات من خلال تحسين جودة الإنتاج، وإدخال تقنيات زراعية حديثة، وتثمين شعبة التمور، وجعلها نشاطا مدرا للدخل، انطلاقا من تعميق التجربة المحلية، وتبادل الخبرات على المستويين الوطني والدولي.
وأوضح الوزير أن المهرجان يهدف إلى المحافظة على الموروث الثقافي الواحاتي وتطوير شعبة التمور الموريتانية حتى تتبوأ مكانتها اللائقة بها في أسواق التمور العربية والعالمية.
وقال :” نحن واثقون من أن هذا المهرجان سيمكن من الاستفادة من التجربة الطويلة والخبرات المتراكمة لدى جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي في مجال ترقية التمور”، مضيفا أنه يشكل فرصة ثمينة لتعزيز الروابط بين منتجي التمور من داخل وخارج موريتانيا.
وأشار إلى أن مساحة الواحات في بلادنا تقدر ب 12 ألف هكتار تتوزع بين ولايات ادرار وتكانت ولعصابة والحوضين وتضم أكثر من 2.6 مليون نخلة تنتج سنويا أكثر من 25000 طن من التمور.
ونبه إلى أن التوصيات التي ستتمخض عن المهرجان، ستساهم في توحيد جهود كافة المتدخلين من المؤسسات الحكومية والهيئات البحثية والمنظمات الدولية للنهوض بالقطاع، وإيجاد الحلول التطبيقية للمشاكل التي تواجه منتجي ومصنعي التمور، بالإضافة إلى تشجيع الابتكار والمنافسة ونقل المعلومات الحديثة، كما سيفتح المهرجان آفاقاً جديدة لمنتجي التمور من أجل تنويع وتصنيع وتسويق منتجاتهم.
الوزير أشاد كذلك بجهود جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة لتنظيم هذا المهرجان الذي يمثل امتداداً لأواصر التعاون البناء بين بلدينا الشقيقين في شتى المجالات التنموية والثقافية، مجددا التأكيد أن المهرجان سيشكل علامة فارقة في مسيرة التعاون بين وزارة الزراعة وجائزة خليفة الدولية للنخيل من أجل تثمين وتنمية زراعة النخيل وإنتاج وتصنيع التمور.
من جهته قال الأمين العام لوزارة الزراعة أحمد سالم ولد العربي، في تصريح له على هامش المهرجان، إن المهرجان الدولي للتمور حقق هذا العام نجاحات كبيرة، مقارنة مع نسخته الماضية، وبالنظر إلى الأهداف المتوخاة منه.
واستعرض ولد العربي أبرز العوامل والتي قال إنها ساهمت في انجاح المهرجان والتي منها:
- رمزية عقد المهرجان في عاصمة الواحات (مدينة أطار) والتي تنتج 46% من الانتاج الوطني من التمور، كما أن عقد المهرجان في أطار فيه دعم كبير للمزارعين في المدينة.
- الجهود الكبيرة التي قام بها والي الولاية من جهة، ووزارة الزراعة من جهة ثانية، من أجل توفير الخدمات الأساسية في المدينة من كهرباء، وطرق، وذلك قبل انطلاق فعاليات المهرجان.
- بالإضافة إلى المعرض الرئيسي، تمت إقامة معرض موازي مخصص لصغار المنتجين، والصناع التقليديين، لعرض منتوجاتهم، يتكون من 39 خيمة، وطلب القطاع من شركة تمور موريتانيا شراء جميع معروضات هؤلاء المنتجين شريطة أن تتوفر فيها المعايير المطلوبة من حيث الجودة والسعر.
وهذا المعرض الموازي استحدث في هذه النسخة ولم يكن موجودا في النسخة الماضية.
- تشكيل لجان فنية، علمية، لدراسة جميع مشاكل القطاع، وستدرج خلاصات عملها وتوصياتها ضمن أجندة وأنشطة القطاع للرفع من أدائه.
- تم العمل على توسعة مصنع التمور في أطار والذي يعد أهم منشأة يمكنها أن تواكب النجاحات في قطاع الزراعة.
المصنع الذي سيتم الانتهاء منه في غضون أسبوعين سيسمح بزيادة القدرة الانتاجية لتصل 1000 طن، أي زيادة في الانتاج قدرها 100%.
هذا بالإضافة إلى مكونة أخرى تتعلق بالطاقة الشمسية تم تنفيذها لخفض تكلفة الانتاج.
والنقطة الأهم -يقول الأمين العام- هي مضاعفة المبالغ المخصصة للجوائز التسعة، حيث تقدمت الوزارة بمبالغ مساوية لتلك التي تقدم بها الإماراتيون، وهذا لم يتم في النسخة الماضية.
وأضاف ولد العربي أن الوزير قام أمس بزيارة لبعض المؤسسات التابعة للقطاع، وخاصة لمختبر الأمراض والتقنيات الحيوية للنخيل، ولم يسجل هذا للمختبر أية حالة خطرة.
وختم ولد العربي حديثه بالقول أن وزراة عملت على توفير جميع الوسائل الضرورية لانجاح المهرجان من جهة، ولتطوير عمل القطاع والرفع من كفاءته من جهة أخرى، كما عملت على أن يظل المهرجان، مهرجانا دوليا سنويا، ينظم كل سنة في ولاية من ولايات البلد، مؤكدا أن هذه المؤشرات كلها دلت على النجاح الكبير الذي حققه المهرجان في نسخته الثانية.
أما مديرة شركة التمور السيدة خديجة منت هنون فقد أثنت على أداء الشركة وعلى الدور الذي تلعبه في دعم الانتاج الواحاتي، وتسويقه.
منت هنون تحدثت أيضا عن حضور الشركة في النسخة الثانية من المهرجان الدولي للتمور، والدور الذي لعبته في انجاح المهرجان، متعهدة بالاستجابة لطلب الوزير، بشراء جميع معرضات المنتجين الصغار وفقا للشروط التي تقدم بها القطاع الوصي.
وبعد نهاية حفل الاختتام تجول الأمين العام رفقة والسي ولاية آدرار وممثلي السلطات الجهوية والأمنية في مختلف أجنحة المعرض الدولي للتمور