الوطن والأكسجين والماء والأمن والسكينة.. مشتركات يستفيد منها الجميع، ويستظل الكل تحت ظلالها الوارفة، وكل من حاول النيل منها إنما يحاول الإضرار بنفسه وأهله وولده وجيرانه ومواطنيه أينما كانوا، ومن السفه تركه.
فالوطن سفينة تقل الجميع في بحر الحياة الهائج، ووسط أمواجه العالية المتلاطمة، لن يرضى ركابها لأي راكب بإغراقها، فإن أخذوا على أيدي العابثين نجوا ونجوا جميعا، وإن
تركوهم يغرقوا المركب هلكوا وهلكوا جميعا.
إن على جميع مكونات الطيف السياسي الوقوف في وجه دعاة الفتنة وركاب الأمواج، كما أن عليهم احترام هيبة الدولة والدفاع عن الممتلكات الخصوصية والعمومية، والحفاظ على دماء المواطنين والمقيمين والزوار، في وجه عصابات النهب والتخريب المكونة من المراهقين القُصَّر، وغيرهم من اللصوص والأجانب المتربصين بأمن البلد واستقراره.
هنالك الكثير من القضايا التي نختلف عليها، فذلك حق دستوري يكفل الاختلاف المسؤول.. وبالمقابل هناك مشتركات لا تقبل الخلاف ولا يمكن أن تدخل في دائرة الشد والجذب، وحرام عليها أن تتطور لتقترب من حلبة اللعب بالنار.
إن على الكل الوقوف بقوة وبحزم وعزم في وجه من تسول له نفسه الإخلال بالأمن والسكينة، ومن يسعون للاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، وكذلك من يضعون لحمة المجتمع وأرواح أفراده على كف عفريت.. فتلك خطوط حمراء لا ينبغي ولا يمكن تجاوزها تحت أي ظرف، ومهما كانت المبررات الواهية التي يسوقها بعض الساسة والحقوقيين والمهاجرين، الذين لديهم مآرب خاصة يسعون لتحقيقها على حساب البلد ووحدته وتماسكه ومستقبله من خلال استهداف أغلى ما يملك.. الأمن والاستقرار.
من صفحة المدير الناشر لوكالة الوئام الوطني للأنباء
إسماعيل ولد الرباني، على فيسبوك