اللحمة الوطنية و تعزيز قيم المواطنة. بين متطلبات المرحلة وطموحات و مساعي الحكومة

أحد, 23/04/2023 - 00:49

لاشك أن فعاليات توقيع الوزير الأول السيد محمد بلال مسعود و أعضاء حكومته صبيحة عيد الفطر من داخل فضاء عمومي أنجز مؤخرا و أطلق عليه إسم ساحة الحاج محمود با بقلب العاصمة انواكشوط علي وثيقة وطنية تحت مسمي نداء جول التاريخي .
في انتظار الإنطلاق الفعلي لمنصة رقمية مقرر فتحها أمام كافة أبناء الوطن داخليا و خارجيا للتوقيع و التوثيق ألكترونيا علي مضامين الوثيقة الوطنية حول تقوية اللحمة الوطنية و نبذ التفرقة و تعزيز قيم المواطنة الصالحة التي تعتبر دعامة أساسية لأي تنمية و تقدم.
ستشكل منعطفا جديدا لدي الرأي العام الوطني لما ليوم عيد الفطر من دلالات ذات رمزية وطنية ودينية عميقة و للمكان من مدلول معنوي وطني يمجد بعض رموز مكونات المجتمع الموريتاني و يعكس روح التسامح و التآخي و التعايش الحاصل بالفطرة.
ضمن حملة جهود وطنية مرتقبة واسعة انطلاقا من أن الوطن أمانة في اعناقنا تؤكد مساعي الحكومة في هذا الصدد و تجسد رؤية رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني و تكرس مضامين خطاباته التاريخية ضمن فعاليات أحداث مهرجان مدائن التراث نسختي وادان و تيشيت التي دعت و حرصت علي ضرورة تجاوز رواسب الظلم الإجتماعي وعدم الإنصاف في الموروث الثقافي و تطهير الخطابات و المسلكيات من الأحكام المسبقة و الصور النمطية الزائفة و الوقوف في وجه النفس القبلي المتصاعد المنافي لمنطق الدولة الحديثة.
كما تلبي بالمقابل نداء مهرجان جول التاريخي الوجه الآخر المخفي للبعد الثقافي الوطني و للتعايش السلمي الأهلي.
إن الظروف الحالية التي يعيشها محيطنا المغاربي و الإفريقي بالإضافة إلي تنامي خطابات الكراهية و إثارة النعرات الشرائحية داخل المجتمع بحجة حقوق الإنسان تارة و تحت مسميات أخري متغيرة باطلة و مضللة .
تقتضي ضرورة العمل علي بناء مشروع اجتماعي اقتصادي وطني متكامل من خلال وضع استراتيجية وطنية محكمة تهدف إلي تعميق الإنتماء الوطني وفق أصوله السليمة و الحضارية و تؤسس لحماية وحدته الوطنية من كل التحديات و المخاطر الداخلية والخارجية حيث تعتبر الوحدة الوطنية المرتكز الأساسي في إستقرار الدول و نمائها و التي يقوم عليها البناء الوطني السليم و بالتالي تشكل هدف التنمية السياسية و غايتها الأولي.
في حين يري بعض المحللين أن أهداف ترسيخ و تعزيز مفهوم القيم لا تتحقق بمجرد تسطيرها و إدراجها ضمن الوثائق الرسمية بل يستوجب ترجمتها إلي إجراءات فعلية و عملية و أن المرحلة الراهنة تتطلب أكثر من أي وقت مضي إرادة جادة و صادقة في إحداث التغيير عبر إرساء سياسات إصلاح ناجعة وعدالة تذوب فيها الفوارق الإجتماعية و تقسيم عادل للثروة في ظل تكافؤ فرص تزول فيها حالات التهميش و الغبن والإقصاء .
بالإضافة إلي التصالح مع الذات و تغيير العقلية الحاصلة لدي النخبة الوطنية القائمة علي الشأن العام ( فيد واحدة لايمكن أن تصفق لوحدها ) و تغليب المصلحة العامة علي الخاصة و محاربة الفساد في كل تجلياته العائق الوحيد الأبرز و التحدي الأكبر أمام قيام وحدة وطنية قوية و متماسكة و تحقيق تنمية مستدامة و ايجاد معيار مقبول للعيش الكريم لعل و عسي أن يقلل و يحد من مخاطر الهجرة غير الشرعية المتزايدة والمتسارعة لأبناء الوطن خارج الديار نحو الولايات الآمريكية المتحدة.
خاصة إذا ما علمنا أن المؤشر الوحيد القوي لمدركات الفساد هو المقاربة القائمة علي ( دولة غنية بتنوع مصادر ثرواتها الطبيعية و شعب فقير…..) أي مفارقة إذن ؟!

عيد فطر مبارك علي الجميع.
اباي ولد اداعة.​

بقية الصور :