شهدت شواطئ العاصمة الاقتصادية نواذيبو في الأسبوعين الأخيرين نفوق كميات من أسماك البوري ،وسط تساؤلات الجمعيات البيئية والناشطين حول الأسباب ولكشف عن حقيقة النفوق.
وقال رئيس الإتحادية الموريتانية للصيد الرياضي أسد ولد أحميد إنه لاحظ منذ الجمعة الماضي أن الشريط المحاذي لخليج النجمة من المطار إلى منطقة “أويتال” تتركز فيه كميات هائلة من سمك البوري النافقة، وهو ماجعلهم ينتبهون لهذه الظاهرة ، ويطالبون بشروح من العلميين حولها.
وطالب ولد أحميد من الباحثين والمراكز المتخصصة التحرك لكشف حقيقة مايحدث ، وتقديم شروح حوله.
بدوره المعهد الموريتاني لبحوث المحيطات والصيد قال في بيان أصدره حول القضية، إنه أثناء مهمة علمية روتينية لفريق علمي من المعهد في الجزء الشمالي من خليج نواذيبو ،خليج أرخميدس، يوم السبت 1 ابريل، لاحظ الفريق وجود كميات معتبرة من أسماك البوري النافقة على الشاطئ خصوصا خصوصا سمك البوري الأسود Mugil capurrii ، وعلى الفور شكّل المعهد فريقا علميا متعدّد التخصصات لمتابعة هذه الظاهرة وتحديد الأسباب الكامنة وراءها.
وبحسب البيان الذي نشرته وزارة الصيد على صفحتها فإن الفريق توصل إلى أنه لم يقتصر تواجد الأسماك النافقة على خليج أرخميدس فقط، بل امتدّ ليشمل خليج النجمة وشاطئ كانصادو، إضافة إلى أن الظاهرة استمرت على مدى عدة أيام وهي آخذة في التراجع.
ونبه البيان إلى أن الأسماك النافقة المتواجدة على مستوى خليج النجمة وشاطئ كانصادو مصدرها الأساسي خليج أرخميدس،و تركّز النفوق أساسا على مستوى الأفراد البالغة من الأسماك كما لوحظ تواجد أفراد في طور النفوق في البحر وعلى مستوى الشاطئ، وعلى مقربة منها كانت تتواجد أسراب من الأفراد الصغيرة لهذا النوع تبدو في حالة صحية جيدة،
ووفق البيان فقد كشف تشريح العيّنات التي تمّ جمعها أن الأسماك النافقة لم تكن في مرحلة التكاثر وأن الأعضاء الداخلية (الكبد، الخياشيم، إلخ) كانت طبيعية، ومع ذلك؛ فقد كان مستوى الشحوم منخفضًا جدًا مع مِعَدٍ فارغة.
وأكد البيان أن المعطيات أظهرت متابعة مؤشرات الوسط البحري على مدار أسبوع في الموقع، والتي شملت درجة الحرارة، الملوحة، الأكسجين المذاب، درجة الحموضة …الخ قيّما طبيعية لهذه المؤشرات.
واعتبر البيان أنه بناء على هذه النتائج الأولية؛ فإن المعهد يرجّح أن يكون النفوق غير ناتج عن الصيد المُرتجع أو تلوث الوسط البحري، وتجري الآن تحليلات أعمق للعيّنات التي تم جمعها في مختبرات المعهد وفي الخارج للتحقق من فرضيات أخرى.