تحية لصانعة الرجال
وبانية الأجيال
من جعلت من ضعفها قوة
ومن قوتها رحمة وحنانا
*المرأة والتنمية في الإسلام*
*الفقرة الاولى:المرأة ومكانتها في الاسلام*
خلق الله البشر من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء كرمهم وفضلهم على كثير ممن خلق وشرفهم بالعقل والفهم وجعلهم مستخلفين في هذه الارض وسخر لهم ما فيها وارسل اليهم الرسل وانزل اليهم الكتب بما ينفعهم ويصلح لهم دنياهم وأخراهم.
عانت المرأة قبل الاسلام من عنتِ العيش وقسوة المعاملة والوأد إلا أنها كفرت بالصمت وعقدت العزم على أن تُثْبِت أنَّها ليست مِن سَقْطِ المتاع فتقلدت عبر التاريخ المناصب القيادية والاجتماعية والتربوية.
ولما جاء الاسلام رفع مكانتها عالية وأولاها إهتماما خاصا جعلها تتبوأ مكانتها اللائقة لتساهم جنبا الى جنب مع شقائقها من الرجال في تنمية وبناء أسرتها ومجتمعها وأمتها
*الفقرة الثانية:الاسهام التنموي للمرأة
(أمثلة منه بنساء خلدهن الاسلام)*
نوه الاسلام وأشاد بنساء عديدات سطر ذكرهن ليبقين خالدات في التاريخ نساء أبين إلا أن يسهمن ويشاركن في عملية البناء والتنمية بشتى أنواعها ومجالاتها مسجلين بذلك مواقفهن البطولية فكانت منهن إضافة الى المربية العالمة والفقيهة والمحدثة والأديبة والقيادية والمناضلة والمستشارة:
وسنضرب أمثلة منهن في شتى أنواع الاسهامات التنموية:
1-فعن إسهامهن السياسي وصنع القرار:
فإن بلقيس تمثل النموذج الراقي في القيادة و سياسة الحكم والتدبير وعدم الاستبداد بالرأي ومثالا للحاكم الذي يستشير قبل اتخاذ القرار ويفكر في مصلحة قومه قبل مصلحته ويفرق بين المبدأ والمصلحة ولذلك قادت أمتها إلى الفلاح والنجاح بكل حنكة واقتدار
يقول الإمام القرطبي عند قوله تعالى:"وإني مرسلة إليهم بهدية"
هذا من حسن نظرها وتدبيرها أي إني أجرب هذا الرجل بهدية وأعطيه فيها نفائس من الأموال فإن كان ملكا دنياويا أرضاه المال وعملنا معه بحسب ذلك.
قال قتادة رحمه الله:ما كان أعقلها في إسلامها وشركها علمت أن الهدية تقع موقعا من الناس.
وقال ابن عباس وغير واحد: قالت لقومها إن قبل الهدية فهو ملك فقاتلوه وإن لم يقبلها فهو نبي فاتبعوه.
*كذلك أيضا الأخذ بالرأي والاستشارة :
فهذه ام سلمة رضي الله عنها في صلح الحديبية استشارها النبى صلى الله عليه وسلم فى أمر يخص المسلمين وفيهم كبار الصحابة كأبى بكر وعمر عندما شعر المسلمون بالظلم في بنود الصلح وبأنها مجحفة في نظرهم فأشارت عليه صلى الله عليه وسلم بأن يبدأ بنفسه ويتحلل من الاحرام ففعل ففعلوا
2-وعن اسهامهن العلمي والفقهي:
فإن خولة بنت ثعلبة في مسألة الظهار تمثل الفهم السليم للشريعة وأحكامها:
فانطلاقا من ايمانها عقلا بأنه من مقاصد الشريعة الاسلامية كل ما فيه مصلحة للعباد وان الاحكام تتنزل تبعا للحوادث والمصالح أصرت بأن تسمع صوتها وشكواها وبأن لا تبرح مكانها حتى يحكم الله في إشكالها فأنزل الله تعالى"قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير"
قالت عائشة أنها قالت:تبارك الذي أوعى سمعه كل شيء إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفى علي بعضه وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تقول يا رسول الله أكل مالي وأفنى شبابي ونثرت له بطني حتى إذا كبر سني وانقطع ولدي ظاهر مني، اللهم إني أشكو إليك، قالت فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الآية قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها.
3-وعن اسهامهن الإجتماعي:
*فإن خديجة بنت خويلد تمثل الزوجة الناجحة المعينة لزوجها في المواقف الصعبة فقد ثبتت مع زوجها صلى الله عليه وسلم من أول ما نبئ بالوحي فقالت له" كلا والله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقرى الضيف وتعين على نوائب الحق"
*كذلك الطموح وعلو الهمة:
امرأة فرعون فقد تمسكت بقناعتها الايمانية وكانت ذات طموح وهمة عالية ولذلك فقد باءت محاولات فرعون لثنيها عن قناعتها الايمانية فاختارت الجار قبل الدار وتبرأت من فرعون وعمله وحتى من قومه قال تعالى"رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين"
*كذلك عن التوكل والتفويض في أمرها:
أم موسى تستجيب إلى وحي الله وإلهامه وتلقي ولدها فلذة كبدها في اليمّ مطمئنة إلى وعد ربها قال تعالى :"وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ"
*كذلك عن الاخلاص لله والتبتل اليه:
أم مريم التي نذرت ما في بطنها محررا لله خالصا من كل شرك أو عبودية لغيره داعية الله أن يتقبل منها نذرها قال تعالى:"فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"