في شهر رمضان شهر القرآن لا بأس ان أعيد نشر سلسلة كنت قد نشرتها سابقا بعنوان: مع القرآن لفهم الحياة!! تزامنا مع حلقات تائه؛ يبحث: مدخل علمي الى الايمان الحلقة (1)
لقد ابتعدنا كثيرا عن كلام الله القرآن العظيم وربما يصدق علينا قوله تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورا (2) اتّخذ كثير من المسلمين القرآن كتابًا للبركة في بيوتهم وعزاءاتهم ..، وكثير منهم لا يتناولون القرآن إلا من رمضانَ إلى رمَضان...!!. والتبرك والحصول على مزيد من الحسنات
لا كمعانٍ وفِكرٍ وكتاب للتدبّر قال تعالى: "أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا"،(3)
والقرآن الكريم منهج ودستور حياة يضبطُ اعوجاج الإنسان،ويرشده الى وظيفته في الحياة كخليفة في الارض
وذلك بنظرتهِ الشموليَّة، التي تصلح لكلِّ زمانٍ ومكان.
(أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ)(4).
الفت في الاعجاز العلمي كتبا تحت عناوين: معرفة الله : دلائل الحقائق القرآنية والكونيية وكان لي رأي الخاص في هذا المجال محاولا ان اوفق بين آراء ’مفرطة وأخرى مفرطة مبينا قدرة الله في مخلوقاته على السنة الدلائل والسنة الخلائق...(5)
وجاء الثاني بعنوان: دين الفطرة حاولت من خلاله ان اجد دينا يوافق (الفطرة) منذ وجود الانسان الى يوم الناس هذا بأدلة: لغوية فيزيائية ورياضية وفلسفية وعلمية ودينية..
هذه الكتب والمقالات والبحوث ارشدتني الى اعداد سلسلة بعنوان: مع القرآن لفهم الحياة !!
وهو بالواقع ليس تفسيرًا ولا محاولة للتفسير؛ فهذا الميدان له رجاله من العلماء الاجلاء رحمهم الله.
لكنها محاولة لتبسيط الافكار والاراء التي تقدمت في الكتب والبحوث السابقة..لتكون في متناول الجميع قد يجد فيها الطالب المحظري والنظامي وحتى القاريء العادي جوابا عن الحياة والكون والانسان.. ارجوا من الله ان يعينني عليه وان ينفع به آمبن والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.
خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، ثم نفخ فيه من روحه، وخصه بقسمات وطبائع خاصة به، وسوى بنانه وأفرده ببصمة لا يشاركه فيها أحد لتكون بمثابة توقيعه، ووهبه العقل ميزه به عن سائر مخلوقاته، وأمره بإعماله في الكشف عن قوانين الكون المسخر له، وهداه النجدين وخيره أن يسلك أحدهما بمحض اختياره، وحمله المسؤولية أمانة أبت السماوات والأرض أن يحملنها وأشفقن منها, وحملها الإنسان شفقة واعتدادا. فأسجد الله له ملائكته تقديرا وإكبارا وحسن ظن به، في أنه سوف يحسن اختيار طريق الخير بكدحه وجهده ومعاناته رغم قدرته على اختيار طريق الشر. ثم جعل منه الذكر والأنثى، وسيلة لحفظ نسله ونمائه، وجعل من آياته فيه اختلاف ألسنته وألوانه، وجعل منه شعوبا وقبائل وأمما وحضارات، تتدافع وتتخاصم ثم تتناحر وتتعارف وتتفاهم، وعد ذلك الاختلاف ضرورة لتطور الإنسانية ونموها وتلاقح الثقافات وارتقائها.(6)
والإنسان بفطرته طلعة لا يقتنع من الحياة بمظاهر أشكالها وألوانها كما تنقلها إليه حواسه أو كما ينفعل بها شعوره، بل يتناولها بعقله، وينفذ إليها ببصيرته ليعرف حقيقة كل شيء؟! من اين جاء؟ والى اين المصير؟
.........يتواصل......
لمرابط ولد لخديم