أنطلقت اليوم الخميس في قصر المؤتمرات المورابطون أعمال
الدورة التاسعة والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي
ويعتبر هذا المؤتمر الذي ينعقد لأول مرة في انواكشوط لأول ثاني أكبر لقاء وزاري من نوعه.
وتسعى موريتانيا من خلال استضافتها لهذا اللقاء، الى تعزيز الدوور الريادي الذي ما فتئت تلعبه على امتداد تاريخها خدمة للدين الإسلامي الحنيف وما يحفل به من قيم وأخلاق سامية، لم يزل الشناقطة يعملون جاهدين عالى نشرها في مختلف الربوع خدمة للإنسانية جمعا وإنقاذا لها من براثن الجهل والعنف والتطرف والغلو. كما أن موقع موريتانيا الجغرافي الذي يربط شمال القارة الافريقية بجنوبها وكذا واجهتها البحرية المطلة على سواحل المحيط الاطلسي، يمكنانها من لعب دور هام في مجال التعاون بين مختلف قارات العالم.
وقد تم إنشاء منظمة التعاون الإسلامي (منظمة المؤتمر الإسلامي سابقا) بقرار صادر عن القمة الإسلامية التاريخية التي انعقدت في الرباط بالمملكة المغربية في 25 سبتمبر 1969م ردا على جريمة حرق المسجد الأقصى المبارك، في القدس المحتلة.
وشكلت مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية أول مستضيف لهذا المؤتمر حيث احتضنت عام 1970 أول مؤتمر لوزراء الخارجية، وتقرر فيه إنشاء أمانة عامة يكون مقرها في جدة ويرأسها أمين للمنظمة .
وتعتبر بلادنا من بين الدول المؤسسة لهذه المنظمة التي كانت تسمى منظمة المؤتمر الإسلامي والتي تم اعتماد ميثاقها خلال الدورة الثالثة لوزراء الخاجية سنة 1972 حيث تم وضع اهداف المنظمة ومبادئها وغاياتها المتمثلة في تعزيز التضامن والتعاون بين الدول الأعضاء وظلت لمدة أربعة عقود لايتجاوز عدد أعضائها ثلاثين عضوا ليبلغ العدد 57 عضوا ، وتم تعديل ميثاقها لاحقا لمواكبة التطورات العالمية فكان اعتماد الميثاق الحالي في القمة الإسلامية الحادية عشر في داكار عاصمة جمهورية السنغال سنة 2008 ليكون الميثاق الجديد عماد العمل الإسلامي المستقبلي.
وتنفرد المنظمة بكونها جامعة لكلمة الأمة وممقلة للمسلمين وتناصر القضايا التي تهم ما يزيد على المليار ونصف المليار مسلم في مختلف أنحاء العالم.
وترتبط منظمة التعاون الإسلامي بعلاقات تعاون وتشاور مع منظمة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية بهدف حماية المصالح الحيوية للمسلمين والعمل على تسوية النزاعات والصراعات التي تكون الدول الأعضاء طرفا فيها .
وتضم المنظمة عدة أجهزة من اهمها :
– مؤتمر الملوك ورؤساء الدول والحكومات: وهو يشكل السلطة الفعلية والعليا للمنظمة ويجتمع كل ثلاث سنوات لوضع سياسة المنظمة.
– مؤتمر وزراء الخارجية: و يلتئم مرة في السنة لدراسة تطورات وتقدّم العمل في تطبيقِ القرارات التي تم وضعها في اجتماعات القمّة الإسلامية.
– الأمانة العامة وهي جهاز المنظمة التنفيذي، الذي يتوقع منه متابعة القرارات وحث الحكومات على تطبيقها .
كما تضم المنظمة أربعة لجان دائمة أهمها لجنة القدس التي يرأسها العاهل المغربي ومقرها الرباط في المغرب إلى جانب لجان تُعنى بالعلوم والتكنولوجيا، والاقتصاد والتجارة، والإعلام والثقافة.