قال الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني إن مجموعة الدول الخمس بالساحل "G5" شهدت - لسوء الحظ - "خلال العامين الماضيين ظروفا داخلية وخارجية استثنائية أثرت بدرجات متفاوتة بشكل خطير على الأداء المنتظم لهيئاتها المختلفة".
وأضاف ولد الغزواني خلال خطابه عقب تسلمه الرئاسة الدورية للمجموعة في انجامينا أن انسحاب مالي من المجموعة ومن جميع هيئاتها "كان الحدث الأبرز في هذه الفترة".
وأكد ولد الغزواني أن هذا الانسحاب "أثر فجأة على وحدة فضائنا الجغرافي، وحرم المنظمة من الإسهام المتميز لدولة شقيقة وعضو مؤسس".
وأشار ولد الغزواني إلى أن هذا الانسحاب جاء في وقت "عززت فيه الجماعات الإرهابية من حضورها في المناطق الحدودية الثلاث [مالي النيجر بوركينا فاسو]، مما أدى إلى نزوح آلاف الأشخاص داخليا وزيادة عدد الضحايا يوما بعديوم. لقد كان الأمر مؤلما لنا جميعا".
وهنأ ولد الغزواني رئيس المجموعة المنتهية ولايته محمد إدريس ديبي، "على العمل الرائع الذي أنجزه طوال فترة رئاسته لمجموعة الخمس في الساحل وعلى التنظيم المثالي لهذه القمة الاستثنائية".
كما شكر ولد الغزواني رؤساء دول مجموعة الخمس في الساحل على الثقة التي أولوه إياها من خلال تكليفه بالرئاسة الدورية الحالية للمنظمة، مؤكدا فخره بهذه الثقة، وفي نفس الوقت وعيه بحجم المسؤولية التي أوكلت إليه في الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنظمة اليوم.
وذكر ولد الغزواني بأن المجموعة أنشأت من طرف هذه البلدان 2014 "بدافع من روح التضامن والمساعدة المتبادلة وملكية مصيرهم المشترك.. ومن أجل تجميع مواردها وتضافر جهودها ولمواجهة التحديات الرئيسية للأمن والتنمية التي واجهتها".
كما ذكر بأنها وضعت استراتيجية للتنمية والأمن، بالإضافة إلى برنامج استثماري ذي أولوية تم وضعه للفترة 2019 - 2021، وقررت المجموعة خلال القمة العادية الأخيرة في 15 فبراير 2021 تحديثه مع مراعاة السياق الجديد لتدهور الوضع الأمني.
كما أحرزت المجموعة – يضيف ولد الغزواني - من حيث الأمن، تقدما لا يمكن إنكاره، وعززت قنوات التبادل والتنسيق بشكل كبير بين قوات الدفاع والأمن الوطنية، كما حققت القوة المشتركة – على مدى مسيرتها العملياتية - مكتسبات هامة في مجالات التدريب والمعدات والبنية التحتية.
وتحدث ولد الغزواني في خطاب اختتام القمة عن حصول كلية الدفاع التابعة للمجموعة، والتي يوجد مقرها في نواكشوط على براءة اختراع أربع ترقيات لكبار الضباط الذين يشغلون اليوم مسؤوليات عالية في بلدانهم، فضلا عن إنشاء مجموعات العمل السريع للرصد والاستجابة في كل بلدان المجموعة وبدء الأنشطة في أكاديمية الشرطة الإقليمية في انجامينا، وفي مركز دمج الاستخبارات في نيامي.
وعبر ولد الغزواني عن امتنان أعضاء المجموعة لجميع الشركاء الدوليين الذين رافقوها طوال هذه السنوات، والذين أعادوا اليوم، من خلال البنك الدولي والاتحاد الأوروبي وتحالف الساحل، تأكيد عزمهم الراسخ على مواصلة دعم جهود تنشيط المنظمة.