لغة الأخلاق في السياسية بقلم ذ/بقادة محمد فاضل

ثلاثاء, 30/01/2024 - 13:33

في ماضٍ قريب كان لصوت السياسي والفنان والقلم الكاتب و الشاعر .. سبيل للوصول الى قلة من العامة، وفي فترات الى نخبة تعي وتفهم ما يقال وما يُكتب .. وذلك راجع الى ندرة وسائل النشر و البث و الاعلام، فكان المنصتون و القراء و المتعلمون اكثر بكثير من المحدثين و الكُتاب و المعلمين، فعمت الفائدة و قل اللغط … و اليوم في زمن كثرت فيه مصادر المعرفة و سهل الوصول الى المعلومة و تعددت وسائل البث و النشر من قبيل وسائل التواصل الاعلامي، فكثر معها المحللون و السياسيون و الاكاديميون بغير ذي مرجعية و بلا تكوين علمي رصين، فكثرت معها الجهالة و الجاهلية فصمت الحق و نطق الباطل.

 

مجتمعنا الصحراوي يعيش اليوم مخاضا سيطول لربما لعقود و حتى لقرون لعوامل عصيها من داخله و بعضها خارجي، كلٌ بعصبته ينظر فيها شرعية الوجود و التواجد والباقون غير مبشرين بجنة الفردوس حتى، في مجتمعنا الصحراوي من يخالفك الرأي خائن بحكم نهائي لا يطاله طعن، في مجتمعنا الصحراوي المبادرة السياسية برياح ما شرق الجدار خيانة، و برياح غربه خيانة ايضا، و ان كانت رياحا بنكهة” تلِّيلة ” فذلك كفر بواح، اما ان كانت جنوبية ” لكَبْلية “فتلك رياح اجنبية وافدة ” تُكبّرْ بيها الحزمة و توف…” .. مفاده اينما تُولّوا فثم وجه إله التخوين …

 

نحن مجتمع لم نتعلم من شتاتنا و لا من اخطاءنا و لا نريد ان نتعلم اصلاً، نريد المحال و نبحث عن الصعب و الخونة خونةٌ سواء اكانوا جبهة ام خط شهيد ام وحدويون ام اهل سلام، حتى الصامتون و الموتى خونة على صمتهم و موتهم عن الذود و الذب عن قضية لا بداية و لا نهاية لقصتها على ضوء ما نعيشه و على ضوء متغيرات الاوضاع السياسية و موازين القوى الدولية و التوازنات الاقليمية و العالمية، التي ينسى الصحراوي على انها اصل احزانه و شتاته و هي ملاذه الى بر الامان ان شاءت مشيئة رب القرار السياسي و العسكري و الاقتصادي في عالم تحكمه مصالح لا مبادئ …

 

نحن كصحراويون من اجل دولة صحراوية ذات سيادة او صحراويون في مغرب موحد او صحراويون من اجل سلام او حتى صحراويون من اجل “انا عكسنا ” وجب علينا أولاً التحلي بقيم تقبل الاختلاف في الرأي، والجلوس على كراسي طاولة الحوار او في مجالس اعداد الشاي، ثم تعلم قيم الاسلام السمحة و الاخذ من سيرة النبي المصطفى و الشرب من معين شمائله، هنا سنلتقي و يتفرق جمعنا و ان لم نتفق فلا يلعن بعضنا بعضا و لا نقتتل فتذهب ريحنا …

 

هي الاخلاق إذا، هي زاد المرء و هي اول ما يوضع في الميزان و هي التي بعث محمد ليتمم مكارمها .. بدونها لا مشروع سياسي او مجتمعي سيلقى نجاحا مهما يكن.

 

ذ.بقادة محمد فاضل
رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية لحركة صحراويون من اجل السلام.